الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ثُمَّ قَسَتۡ قُلُوبُكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَٱلۡحِجَارَةِ أَوۡ أَشَدُّ قَسۡوَةٗۚ وَإِنَّ مِنَ ٱلۡحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنۡهُ ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخۡرُجُ مِنۡهُ ٱلۡمَآءُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَهۡبِطُ مِنۡ خَشۡيَةِ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ} (74)

/قوله : ( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ )[ 73 ] .

روي عن ابن عباس أنه قال : " لما أخبر/ المقتول بمن قتله مات ، فأنكروا أنهم فعلوا بعد إخباره عنهم( {[2568]} ) ، فكذبوا ما رأوا . فذلك قساوة قلوبهم " ( {[2569]} ) .

قوله : ( اَوَاَشَدُّ قَسْوَةً ) [ 73 ] .

" أَوْ " [ للتخيير أي : شبهوهم بقساوة ]( {[2570]} ) الحجارة/ أو بأشد منها ، لأنهم جحدوا بعدما عاينوا( {[2571]} ) ، فأنتم مخيّرون في تشبيههم( {[2572]} ) .

وقيل : معنى ( أَوَاَشَدُّ قَسْوَةً ) ، أي : ( {[2573]} ) هو أقسى من الحجارة لأن الحجارة ليس لها ثواب ولا عليها عقاب ، وهي تخاف الله عز وجل .

روي أن عيسى ابن( {[2574]} ) مريم( {[2575]} ) مر بجبل فسمع منه أنيناً فقال : " يا رب ائذن( {[2576]} ) لهذا الجبل حتى يكلمني " . فأذن الله للجبل فكلمه ، فسأله عيسى [ صلى الله عليه وسلم ]( {[2577]} ) عن أنينه فقال : سمعت الله يقول : ( فَاتَّقُوا النَّارَ التِي( {[2578]} ) وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ ) [ البقرة : 23 ] فخفت أن أكون( {[2579]} ) من تلك الحجارة " .

وقيل : معناه : فقلوبهم مثل الحجارة أو أشد أي : منها ما هو مثل( {[2580]} ) الحجارة ، ومنها ما هو أشد كأنها لا تخرج من هذين القسمين .

وقيل : " أو " بمعنى الواو( {[2581]} ) . وقيل : بمعنى : " بل " ( {[2582]} ) .

قوله : ( لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الاَنْهَارُ ) [ 73 ] .

هو حجر موسى صلى الله عليه وسلم الذي [ انفجرت منه ]( {[2583]} ) [ اثنتا عشرة ]( {[2584]} ) عيناً .

قوله : ( لَمَا( {[2585]} ) يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ) [ 73 ] .

هو الجبل الذي جعله الله دكاً إذ( {[2586]} ) تجلى إليه ، خرَّ لَهُ .

قوله : ( لَمَا يَشَّقَّقُ ) [ 73 ] .

هو العيون التي تخرج من سائر الجبال( {[2587]} ) .

قوله( {[2588]} ) : ( وَيُرِيكُمُ ءَايَاتِهِ ) [ 72 ] .

يعني ما أراهم من إحياء الميت ومن العصا والحجر والغمام( {[2589]} ) والمن والسلوى والبحر والطور وغير ذلك . فلم يكونوا قط أعمى قلوباً( {[2590]} ) ، ولا أشد قسوة وتكذيباً لنبيهم منهم في ذلك الوقت .


[2568]:- في ع2: عندهم.
[2569]:- انظر: جامع البيان 2/224، والمحرر الوجيز 1/263.
[2570]:- في ق: لتخيير أي شبهوهم بقسوة.
[2571]:- في ع3: عينوا. وهو تحريف.
[2572]:- انظر: هذا التوجيه في تفسير القرطبي 1/463-464.
[2573]:- سقط من ع3.
[2574]:- في ع1، ع2، ع3: بن.
[2575]:- في ح: مريم صلى الله عليه وسلم. وفي ع3: مريم عليه السلام.
[2576]:- في ع3: إذن.
[2577]:- في ع3: عليه السلام.
[2578]:- سقط من ع2.
[2579]:- في ق: تكون. وهو خطأ.
[2580]:- في ع3: ومثل.
[2581]:- انظر: معاني الأخفش 1/107، والمحرر الوجيز 1/264، وتفسير القرطبي 1/463.
[2582]:- انظر: المحرر الوجيز 1/264، وتفسير القرطبي 1/463.
[2583]:- في ع1: انفجر له. وفي ق: انفجر له منه.
[2584]:- في ع3: اثنا عشر وهو خطأ.
[2585]:- في ع2: لم. وهو خطأ.
[2586]:- في ع2، ع3: إذا.
[2587]:- قوله: "قوله: لما يشقق... الجبال" ساقط من ع3.
[2588]:- في ع2، ع3: وقوله.
[2589]:- في ق: العظام. وهو تحريف.
[2590]:- في ع3: قلوبكم. وهو تحريف.