جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞أَفَتَطۡمَعُونَ أَن يُؤۡمِنُواْ لَكُمۡ وَقَدۡ كَانَ فَرِيقٞ مِّنۡهُمۡ يَسۡمَعُونَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُۥ مِنۢ بَعۡدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ} (75)

{ أَفَتَطْمَعُونَ } ، أيها المؤمنون ، { أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ {[108]} } ، تحدث اليهود الإيمان لأجل دعوتكم ، { وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ } : طائفة من أسلافهم ، { يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ } ، هم السبعون {[109]} الذين اختارهم موسى عليه السلام وبعدا ما رجعوا حرفوا كلام الله تعالى ، أو المراد علماؤهم يحرفون التوراة ، { ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ } : يغيرونه ، { مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ } : فهموه ، { وَهُمْ يَعْلَمُونَ {[110]} } أنهم مفترون وإذا كان هذا حال علمائهم فما طمعكم بسفلتهم وجهالهم .


[108]:قال القفال: يحتمل أن يكون المعنى كيف يؤمن هؤلاء وهم إنما يأخذون دينهم ويتعلمون من قوم يحرفون عناداً ويعلمونهم ما حرفوه وغيروه عن وجهه والمقلدون يقبلون ذلك منهم فلا يلتفتون إلى الحق/12 منه
[109]:هذا قول ابن عباس وابن إسحاق/12 منه
[110]:أي: يعلمون ما في التحريف من العقاب/12 منه