( لاَّ ذَلُولٌ )[ 70 ] لم يذللها العمل فتثير الأرض ، ولا تعمل في الحرث .
( مُسَلَّمَةٌ )[ 70 ] : أي : من العيوب( {[2506]} ) .
( لاَّشِيَةَ فِيهَا )[ 70 ] : أي : لا بياض( {[2507]} ) .
ولولا قولهم : ( إِن شَاءَ اللَّهُ ) ما اهتدوا إليها أبداً ، فوجدوا البقرة عند عجوز عندها يتامى فأضعفت عليهم الثمن ، فأتوا موسى صلى الله عليه وسلم فأخبروه . فقال لهم : أعطوها/ رضاها ، ففعلوا وذبحوها . وأمرهم موسى صلى الله عليه وسلم بعضو منها يضربوا به القتيل ففعلوا . فرجع إليه روحه وسمَّى قاتله ومات فقُتل قاتله ، وهو الذي أتى إلى( {[2508]} ) موسى صلى الله عليه وسلم يشتكي ويطلب الدية( {[2509]} ) .
وروي أن رجلاً صالحاً من بني إسرائيل كان له ابن صغير وله( {[2510]} ) عجلة فأتى بالعجلة إلى غَيْضةٍ( {[2511]} ) وقال " اللهم إني استودعتك هذه العجلة لابن حتى يكبر . فشبت( {[2512]} ) العجلة في الغيضة . وكانت ترعى فيها فلا يقدر عليها أحد ؛ تثب( {[2513]} ) على من رامها [ فيهرب منها ]( {[2514]} ) . فأتى ابن الرجل الصالح بعد موت أبيه ومعه حبل إليها( {[2515]} ) ، فخوفه الناس منها ، فأقبلت البقرة إليه مذعنة فساقها إلى أمه وكان براً بها . فلم يجد بنو إسرائيل صفة البقرة التي أمروا بذبحها إلا تلك البقرة فاشتروها منه بملء جلدها دنانير( {[2516]} ) .
وعن ابن عباس قال : ( لاَّشِيَةَ فِيهَا ) : لا بياض فيها ولا سواد ، ولا حمرة( {[2517]} ) " أي : لونها واحد لا لمعة فيها تخالف لونها وهو الصفرة . قيل : كانت صفراء حتى ظلفها( {[2518]} ) وقرنها أصفران .
قال : " وطلبوها فلم يقدروا عليها ، وكان رجل من بني إسرائيل من أبر الناس بأبيه ، وأن رجلاً مر به ومعه لؤلؤ( {[2519]} ) . يبيعه ، وكان أبوه نائماً تحت رأسه المفتاح . فقال الرجل( {[2520]} ) المار للولد البار : تشتري مني هذا اللؤلؤ بسبعين ألفاً ؟ قال له الفتى : كما أنت : حتى يستيقظ والدي ، وأنا آخذه بثمانين( {[2521]} ) ألفاً .
قال له الآخر : أيقظ أباك( {[2522]} ) وهو لك بستين ألفاً ، فجعل التاجر( {[2523]} ) يحط له حتى بلغ ثلاثين ألفاً . وزاد الحدث على( {[2524]} ) أن يصبر حتى يستيقظ أبوه حتى بلغ مائة ألف . فلما أكثر( {[2525]} ) عليه حلف ألا يشتريه منه وأبى أن يوقظ أباه ، فعوضه الله عز وجل من ذلك اللؤلؤ أن جعل تلك البقرة عنده . فسألوه بيعها( {[2526]} ) فأبى( {[2527]} ) فرفع( {[2528]} ) في سومها فمضوا به إلى موسى( {[2529]} ) ، فقالوا : قد أعطيناه ثمنها وأبى( {[2530]} ) أن يبيع . فقال : يا نبي الله : أنا أحق بمالي ؟ قال له : نعم أنصفوه ، واشتروا منه . فاشتروها منه بوزنها عشر مرات ذهباً " ( {[2531]} ) .
وقيل : ضرب بفخد البقرة الأيمن( {[2532]} ) .
وقيل : ضرب( {[2533]} ) بعظم( {[2534]} ) من عظامها( {[2535]} ) .
وقيل : بذنبها( {[2536]} ) .
وقيل : بلسانها( {[2537]} ) .
قوله : ( الآنَ جِئْتَ بِالحَقِّ ) [ 70 ] : أي : بينت لنا .
وقيل : إنهم عرفوا عند من البقرة لما وصفها ، وعلموا أنه ليس يجدون ما وصف لهم إلا في موضع بعينه ، فقالوا : الآن جئت بالحق . ولم يريدوا أنك لم تأت بالحق من أول كلامك إلا الساعة ، إنما معناه : الآن جئتنا بغاية البيان ، لأنهم كانوا مذعنين للذبح ولكنهم شددوا( {[2538]} ) فشدد الله عليهم( {[2539]} ) .
قوله : ( وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ ) [ 70 ] .
أي : كادوا أن( {[2540]} ) يضيعوا فرض الله عز وجل لغلائها وكثرة قيمتها .
وقيل : أرادوا/ أن لا( {[2541]} ) يفعلوا خوف الفضيحة وهم قاتلوا المقتول على قول من قال : كانوا( {[2542]} ) ورثة( {[2543]} ) .
وقيل : لعزة( {[2544]} ) وجودها على تلك الصفة .
وروي عن ابن عباس أنه قال : " مكثوا في طلب البقرة أربعين سنة " ( {[2545]} ) وقال طلحة بن مصرف( {[2546]} ) : " لم تخلق تلك البقرة من نتاج ، وإنما نزلت من السماء " ( {[2547]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.