قوله : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا ) [ 103 ] .
أي : تعلقوا بأسباب الله ( وَلاَ تَفَرَّقُوا ) أي : تمسكوا بدين الله . والحبل في اللغة الذي يتوصل به إلى البغية( {[10534]} ) .
قال ابن مسعود : حبل الله الجماعة( {[10535]} )( {[10536]} ) .
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " كتاب الله حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض " ( {[10537]} ) .
وقيل : حبله ، عهده وأمره ، ( {[10538]} ) وأكثر المفسرين على أنه القرآن ، وقال أبو العالية حبل الله الإخلاص والتوحيد( {[10539]} ) .
وقال ابن زيد : حبل الله : الإسلام( {[10540]} ) .
وقال القتبي : حبل الله : دينه( {[10541]} ) .
وروى ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : " أيها الناس عليكم بالطاعة ، والجماعة فإنها حبل الله الذي أمر به وإن ما تكرهون في الطاعة والجماعة هو خير مما( {[10542]} ) تحبون في الفرقة " ( {[10543]} ) .
وهذا تذكير للأنصار إذ كانوا يقتتلون( {[10544]} ) في كل شهر فلما أتى الإسلام واجتمعوا عليه( {[10545]} ) ألف الله بينهم وزالت العداوة التي كانت بينهم عشرين ومائة سنة ، وقد كانوا بني عم .
ومذهب البصريين أن ( وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمُ ) تمام الكلام ، ومذهب الكوفيين أن ( إِنْ كُنْتُمُ ) متصل ب ( وَاذْكُرُوا )( {[10546]} ) .
( وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ ) ، هذا مثل لما كانوا عليه من الكفر ، أنقذهم( {[10547]} ) الله من ذلك بالإسلام .
وقيل : ( فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ) بمحمد صلى الله عليه وسلم قاله السدي( {[10548]} ) ، فالآية للأنصار خاصة لما أزال الله عنهم من القتل الذي كان بينهم( {[10549]} ) .
وقيل : هي لقريش لأن بعضهم كان يغير على بعض فلما دخلوا في الإسلام حرمت عليهم الأموال والدماء فأصبحوا إخواناً( {[10550]} ) .
والهاء في ( مِّنْهَا ) تعود على النار ، وقيل على الحفرة( {[10551]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.