الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لَن تَنَالُواْ ٱلۡبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيۡءٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٞ} (92)

قوله : ( لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى( {[10411]} ) تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) [ 92 ] .

قال ابن مسعود وغيره : البر هنا الجنة( {[10412]} ) .

( لَنْ تَنَالُوا( {[10413]} ) ) حتى تتصدقوا ( مِمَّا تُحِبُّونَ ) أي : تهوون ، ومثله ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ( {[10414]} ) ) [ وقوله ]( {[10415]} ) ( وَيُوثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ )( {[10416]} ) .

ولما نزلت هذه الآية جاء زيد بن حارثة( {[10417]} ) بفرس له كان يحبها فقال : يا رسول الله ، هذه في سبيل الله ، فحمل النبي ( عليه السلام )( {[10418]} ) [ عليها ]( {[10419]} ) أسامة بن زيد( {[10420]} ) وهو ولده فوجد زيد في نفسه فلما ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال : أما إن الله قد تقبلها منك( {[10421]} ) .

وقيل( {[10422]} ) : إن البر العمل الصالح الذي يدعو إلى الجنة( {[10423]} ) .

وفي الحديث " عليكم بالصدق فإنه يدعوا إلى البر ، والبر يدعو إلى الجنة ، وإياكم والكذب ، فإنه يدعو إلى الفجور والفجور( {[10424]} ) يدعو إلى النار " ( {[10425]} ) .

قوله : ( وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ ) أي : فتصدقوا بشيء فإنه محفوظ لكم .

وقال الحسن : النفقة هنا يعني بها الزكاة الواجبة .


[10411]:- البر: التوسع في فعل الخير وهو ضربان: ضرب في الاعتقاد وضرب في الأعمال. المفردات 37، والبر: الصدق والطاعة، انظر: اللسان (بر) 4/55 والفرق بين البر والخير أن البر هو النفع الواصل إلى الغير مع قصد إلى ذلك، والخير يكون خيراً، وإن وقع عن سهو، انظر: مجمع البيان 3/136.
[10412]:- انظر: جامع البيان 3/347.
[10413]:- في كل النسخ لن تنال وهو خطأ.
[10414]:- الإنسان آية 8.
[10415]:- ساقط من (أ) (ج).
[10416]:- الحشر آية 59.
[10417]:- زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي توفي 8 هـ من أقدم الصحابة إسلاماً كان الرسول يحبه ويقدمه، انظر: طبقات ابن سعد 4/61 صفة الصفوة 1/378 وأسد الغابة 2/129.
[10418]:- ساقط من (ب) (ج) (د).
[10419]:- ساقط من (أ).
[10420]:- هو أبو محمد أسامة بن زيد صحابي جليل توفي 54 هـ، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، طبقات ابن سعد 1/521 وأسد الغابة 1/79.
[10421]:- انظر: جامع البيان 3/348 والدر المنثور 2/260.
[10422]:- (أ) (ج): وقال.
[10423]:- انظر: جامع البيان 3/348 والدر المنثور 2/260.
[10424]:- (أ): (تدعو إلى الدار).
[10425]:- خرجه مالك في كتاب الكلام، انظر: الموطأ 828، والبخاري في كتاب الأدب 7/95 ومسلم في كتاب البر والصلة 8/28.