الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوَٰتِ مِنَ ٱلنِّسَآءِ وَٱلۡبَنِينَ وَٱلۡقَنَٰطِيرِ ٱلۡمُقَنطَرَةِ مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلۡفِضَّةِ وَٱلۡخَيۡلِ ٱلۡمُسَوَّمَةِ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ وَٱلۡحَرۡثِۗ ذَٰلِكَ مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَٱللَّهُ عِندَهُۥ حُسۡنُ ٱلۡمَـَٔابِ} (14)

وقوله : ( زُيِّنَ للِنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ ) الآية [ 14 ] .

هذا توبيخ لليهود إذ آثروا الدنيا على الآخرة ، فنبذوا اتباع محمد صلى الله عليه وسلم( {[9523]} ) خوف أن تذهب رياستهم .

وروي( {[9524]} ) عن عمر أنه قال لما نزلت هذه الآية : ( زُيِّنَ للِنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ ) : " الآن يا رب حين زينتها " فنزل ( قُلَ اَوْنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مّن ذَلِكُمْ ) الآية( {[9525]} ) .

فالمعنى : زين الله للناس ذلك ابتلاءً واختباراً( {[9526]} ) منه كما قال :

( إنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الاَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَّهُمُ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً )( {[9527]} ) ، فأخبر بالعلة التي من أجلها جعل ما في الأرض زينة لها .

وروي( {[9528]} ) عن النبي عليه السلام( {[9529]} ) أنه قال : " القنطار( {[9530]} ) ألف أوقية ومائتا أوقية " ( {[9531]} ) .

وقيل عنه : " القنطار ألف دينار ومائتان " ( {[9532]} ) .

وقال ابن عباس : القنطار اثنا عشر ألف درهم( {[9533]} ) .

وقال ابن المسيب : القنطار ثمانون ألفاً( {[9534]} ) .

وعن أبي هريرة : أنه اثنا عشر ألف أوقية( {[9535]} ) .

وعن( {[9536]} ) ابن عباس أنه قال : " هو دية أحدكم " ( {[9537]} ) وعنه : ثمانون ألف درهم( {[9538]} ) [ وعنه سبعون ]( {[9539]} ) ألفاً( {[9540]} ) .

وقال قتادة : القنطار ثمانون ألف درهم( {[9541]} ) .

وقيل : هو مائة رطل من ذهب ، وهو قول قتادة( {[9542]} ) .

وعن مجاهد : القنطار سبعون ألف دينار( {[9543]} ) .

وقيل : هو المال الكثير( {[9544]} ) .

وقيل : [ هو ]( {[9545]} ) أربعون ألف أوقية من ذهب أو فضة( {[9546]} ) .

وقال القتبي( {[9547]} ) وغيره : هو ملئ مسك( {[9548]} ) ثور من ذهب ، والمقنطرة المكملة( {[9549]} ) .

وقال الفراء : المقنطرة : المضعفة( {[9550]} ) .

وقال ابن كيسان : لا تكون المقنطرة أقل من تسعة قناطير( {[9551]} ) .

وقال السدي معنى المقنطرة : المضروبة دراهم ودنانير( {[9552]} ) .

وواحد الخيل عند أبي عبيدة : خايل( {[9553]} ) . سمي بذلك لأنه يختال في مشيته وهو كطير وطائر( {[9554]} ) .

وقيل : هو اسم للجمع لا واحد له من لفظه( {[9555]} ) .

والمسومة( {[9556]} ) : الراعية ، قاله ابن عباس( {[9557]} ) ، وابن جبير( {[9558]} ) ، وقتادة( {[9559]} ) ومجاهد( {[9560]} ) .

وعن مجاهد أيضاً : هي الحسان المطهمة الحسنة الصورة( {[9561]} ) .

وعن ابن عباس أيضاً المسومة : المعلمة( {[9562]} ) .

وقال الحسن : المسومة : الممرجة( {[9563]} ) ، يريد الراعية في المروج .

وقال ابن زيد : المسومة : المعدة للجهاد( {[9564]} ) .

وواحد الأنعام : نَعَم( {[9565]} ) ونِعَم ، لا واحد [ له( {[9566]} ) من ] لفظه( {[9567]} ) قوله : ( ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) : أي : هذا الذي ذكر متاع الحياة الدنيا ( وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ) أي : حسن المرجع للذين اتقوا ربهم ، وهي الجنة والخلود فيها .

والمآب : المفعل( {[9568]} ) ، من آب يؤوب ، وأصله المأوب ، ثم نقلت فتحة الواو على الهمزة ، وانقلب [ الواو( {[9569]} ) ] ألفاً كالمقال والمجال .


[9523]:- (د): عليه السلام.
[9524]:- (ب) (د) روى.
[9525]:- انظر: جامع البيان 3/199 وتفسير ابن كثير 1/350، والدر المنثور 2/160.
[9526]:- (ب) و(د): اختياراً وهو تحريف.
[9527]:- الكهف آية 7.
[9528]:- (ب) و(د): يروي.
[9529]:- (ج) (ص).
[9530]:- (ج): القناطير.
[9531]:- أخرجه الدارمي عن معاذ بن جبل،. انظر: سنن الدارمي 2/468، وابن ماجه عن أبي هريرة مرفوعاً في كتاب الأدب 2/1207 والطبري في جامع البيان 3/199. عن أُبي بن كعب مرفوعاً وتعقبه ابن كثير وقال: وهذا حديث منكر، والأقرب أن يكون موقوفاً على أبي بن كعب كغيره من الصحابة، انظر: تفسير ابن كثير 1/352.
[9532]:- انظر: جامع البيان 3/200، والدر المنثور 2/161 قال المدقق: وليس فيه "مائتان" وفي رواية ألف ومائتا دينار.
[9533]:- انظر: جامع البيان 3/200، والدر المنثور 3/162 قال المدقق: وعنده. أو ألف دينار.
[9534]:- انظر: المصدر السابق.
[9535]:- انظر: المصدر السابق.
[9536]:- (ج): قال ابن عباس: أنه قال.
[9537]:- نسبه الطبري، إلى الحسن. انظر: جامع البيان 3/200.
[9538]:- نسبه الطبري لقتادة. انظر: جامع البيان 3/201.
[9539]:- سقط من (ج).
[9540]:- نسبه الطبري لمجاهد في جامع البيان 3/201.
[9541]:- انظر: جامع البيان 3/201 والدر المنثور 2/162. وهو ساقط من (ج).
[9542]:- انظر: جامع البيان 3/201. والدر المنثور 2/162.
[9543]:- انظر: تفسير مجاهد 1/132.
[9544]:- نسبه الطبري إلى الربيع بن أنس. انظر: جامع البيان 3/201. وينظر أيضاً الدر المنثور 2/162.
[9545]:- ساقط من (أ) و(ج).
[9546]:- انظر: مسند الدارمي كتاب فضائل القرآن باب كم يكون القنطار 2/467.
[9547]:- القتبي أو القتيبي: هو عبد الله بن مسلم بن قتيبة توفي 276 هـ. من أئمة العلم والأدب واللغة انظر: طبقات الزبيدي 183، وإنباه الرواة 2/143. والأعلام 4/137.
[9548]:- مَسْك بفتح الميم وسكون السين هو مسلاخ الجلد الذي يكون فيه الثور وغيره انظر: اللسان (مسك) 10/486.
[9549]:- انظر: تفسير الغريب 102، وهذا القول يختلف في نسبته، فهو ينسب إلى الكلبي في مجاز القرآن 1/89 وإلى أبي نضرة في جامع البيان 3/201 وهو ما أخذ به ابن عطية والقرطبي، وإلى أبي سعيد الخدري في الدر المنثور 2/162، وهو بدون نسبة في معاني الفراء 1/195 يقول المدقق: المقصود بالقول هو أوله يعني القناطير وليس المقنطرة.
[9550]:- انظر: معاني الفراء 1/195، وانظر: معاني الزجاج 1/383.
[9551]:- رواه ابن كيسان عن غيره ولم ينسبه، انظر: إعراب النحاس 1/315.
[9552]:- انظر: جامع البيان 3/202 والدر المنثور 2/162.
[9553]:- عن إعراب النحاس 1/315.
[9554]:- انظر: المصدر السابق.
[9555]:- انظر: المحرر 3/35 والجامع للأحكام 4/32.
[9556]:- (ج): والمشومة.
[9557]:- انظر: جامع البيان 3/203، والدر المنثور 2/162.
[9558]:- انظر: المصدر السابق.
[9559]:- انظر: المصدر السابق.
[9560]:- انظر: المصدر السابق.
[9561]:- انظر: تفسير مجاهد 1/123.
[9562]:- انظر: جامع البيان 3/203 والدر المنثور 2/163.
[9563]:- انظر: جامع البيان: 3/202 واللسان (مرج) 12/311.
[9564]:- انظر: جامع البيان 3/203.
[9565]:- الأنعام جمع نعم، وهي الأزواج الثمانية التي ذكر الله في القرآن من الضأن والمعز والبقر والإبل، وذهب ابن كيسان إلى أنك إذا قلت: نعم لم تكن إلا للإبل وإذا قلت: أنعام وقعت للإبل وكلما يرعى، انظر: جامع البيان 3/205 وإعراب النحاس 1/315، واللسان (نعم) 12/579.
[9566]:- ساقط من (د).
[9567]:- انظر: معاني الزجاج 1/384، وإعراب النحاس 1/315.
[9568]:- (أ): المفعول.
[9569]:- ساقط من (أ).