ثم قال جل ذكره : { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم }
قال قتادة : معناه : من يختاره ويستحسنه يعني الغناء {[54850]} .
وروي عنه أنه قال : لعله لا ينفق فيه مالا ولكن اشتراؤه استحبابه {[54851]} . وكذلك قال مطرف {[54852]} {[54853]} .
وقال ابن مسعود في الآية : " الغناء والله الذي لا إله إلا هو ، يرددها ثلاث مرات " {[54854]} .
" والغناء ينبت في القلب النفاق " {[54855]}
وقال ابن عباس : " هو الرجل يشتري الجارية المغنية تغني ليلا ونهارا " {[54856]}
وروى أبو أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن ولا التجارة بهن ولا أثمانهن وفيهن نزلت هذه الآية " ومن الناس . . . " {[54857]} .
روى أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من جلس إلى قينة {[54858]} يستمع منها صب في أذنيه الأنك {[54859]} يوم القيامة " {[54860]} .
وروى مالك عن ابن المنكدر {[54861]} أنه قال : " إن الله تبارك وتعالى يقول يوم القيامة : " أين الذين كانوا ينزهون أسماعهم وأنفسهم عن اللهو ومزامير الشيطان ، أدخلوهم في رياض المسك . ثم يقول للملائكة : أسمعوهم حمدي وثناء علي {[54862]} وأخبروهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون " {[54863]} .
روت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من مات وعنده جارية مغنية فلا تصلوا عليه " رواه مكحول {[54864]} عنها {[54865]} .
وقال ابن عمر : هو الغناء {[54866]} ، وكذلك قال عكرمة ومكحول {[54867]} وغيرهم {[54868]} .
والتقدير على هذا : ومن الناس من يشتري ذات لهو أو ذا لهو .
وعن الضحاك : إن لهو الحديث : الشرك {[54869]} . ورواه عنه {[54870]} جويبر {[54871]} أنه قال : الغناء مهلكة للمال مسخطة للرب معماة للقلب {[54872]} .
وسئل القاسم بن محمد {[54873]} عنه فقال : الغناء باطل ، والباطل في النار {[54874]} .
وقال معمر {[54875]} : هذه الآية نزلت في النضر بن الحارث {[54876]} كان يشتري الكتب التي فيها أخبار فارس والروم ، ويقول : محمد يحدثكم عن عاد وثمود وأنا أحدثكم عن فارس والروم ، ويستهزئ بالقرآن إذا سمعه {[54877]} .
وروى ابن جريج عن مجاهد في لهو الحديث : أنه الطبل {[54878]} .
ثم قال : { ليضل عن سبيل الله } أي : عن دين الله ، وما تقرب إليه .
وقال ابن عباس : عن القرآن وذكر الله ، وهو رجل من قريش اشترى جارية مغنية {[54879]} .
وقوله : { بغير علم } أي : جعلا منه بأمر الله فعل ذلك .
ثم قال : { ويتخذها هزوا } أي : ويتخذ سبيل الله هزوا قاله مجاهد {[54880]} .
وقال قتادة : ويتخذ الآيات هزوا {[54881]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.