قوله تعالى ذكره : { وإن جاهداك على أن تشرك بي } 14 ، إلى قوله : { وإلى الله عاقبة الأمور } 21 .
أي : وإن جاهداك أيها الإنسان والداك على أن تشرك بي في العبادة ما لا تعلم أنه لي شريك ، فلا تطعهما فيما أراداك عليه من الشرك .
{ وصاحبهما في الدنيا معروفا } أي : بالطاعة لهما فيما لا إثم عليك فيه .
{ واتبع سبيل من أناب إلي } أي : واسلك طريق من تاب ورجع عن شركه إلى الإسلام .
قال قتادة : " من أناب إلي " أقبل إلي {[54934]} .
قال الليث {[54935]} : نزلت هذه الآية في سعد ابن أبي وقاص ، كان برا بأمه ، فلما أسلم كلمها بعض قومها أن تكلمه أن يرجع إلى دينه ، فقالت : أنا أكفيكموه ، فكلمته في ذلك فقال : أما في هذا فلا أطيعك ولكن أطيعك فيما سوى ذلك {[54936]} .
قال الليث : فصارت له ولغيره وأن لا يطاع أحد في شرك ولا في معصية لله .
وروي أنها نزلت في أبي بكر رضي الله عنه فهو الذي أناب إلى الله ، وأمر الله أن يتبع سبيله ، وذلك أن أبا بكر حين أسلم أتاه عبد الرحمن بن عوف {[54937]} ، وسعد ابن أبي وقاص {[54938]} ، وسعيد ابن زيد {[54939]} ، وأتاه قبل ذلك عثمان {[54940]} وطلحة {[54941]} والزبير {[54942]} رضي الله عنهم ، فسألوه هل أسلم ؟ فقال : نعم ، فنزلت { أمن هو قانت أناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة } الآية إلى قوله : { أولوا الألباب } {[54943]} . فلما سمعوا ما نزل الله في أبي بكر أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فآمنوا وصدقوا فنزلت فيهم : { والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى } إلى قوله : { أولوا الألباب } {[54944]} {[54945]} .
قوله : { ثم إلي مرجعكم } أي : مصيركم بعد مماتكم .
{ فأنبئكم بما كنتم تعملون } أي : فأخبركم بجميع ما كنتم تعملون في الدنيا من خير وشر ، ثم أجازيكم عليه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.