( أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمْ الْمَوْتُ ) الآية [ 78 ] .
هذا توبيخ من الله عز وجل( {[12913]} ) لهؤلاء الذين يخشون الناس كخشية الله فراراً من الموت ، فقال لهم الله تعالى : ( أَيْنَمَا( {[12914]} ) تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ المَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ) .
قال مالك : في قصور السماء ، ألا تسمع قوله : ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ البُرُوجِ )( {[12915]} ) وقيل : معناه : " في قصور محصنة قاله قتادة . وقيل المعنى : في قصور السماء ، قاله أبو العالية( {[12916]} ) .
والمشيدة عند أهل اللغة المطولة ، والمشيدة بالتخفيف المزينة( {[12917]} ) ، وقيل : هي المعمولة بالشيد وهو الجص( {[12918]} ) .
وقال بعض الكوفيين : التخفيف والتثقيل أصلهما واحد( {[12919]} ) .
والتشديد يراد به الجمع كقولهم : غنم مذبحة ، وقباب مصنعة ، فيقال : " قصور مشيدة " على ذلك ( وَقَصْرٍ( {[12920]} ) مَّشِيدٍ )( {[12921]} ) مثل : كبش مذبوح وكباش مذبحة( {[12922]} ) .
( ومَّشِيدٍ ) مفعول : فالمشيدة على هذا المعمولة بالشيد وهو الجص وكذلك قال عكرمة( {[12923]} ) .
قوله : ( وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِندِ اللَّهِ ) أي : رضاء أو ظفر أو غنيمة ( وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِندِكَ ) أي : شدة وهزيمة أو جراح ( يقولوا( {[12924]} ) هذه من سوء تدبيرك ) ( قُلْ ) يا محمد ( كُلٌّ مِّن عِنْدِ اللَّهِ ) أي : الشدة والرخاء ، والظفر والهزيمة ( مِّنْ عِندِ اللَّهِ ) أي : بقضائه وقدره ( فَمَالِ هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً ) أي : ما شأنهم لا يفقهون أن كلاً من عند الله سبحانه .
والوقف على ( فَمَالِ هَؤُلاَءِ ) لا يحسن( {[12925]} ) ، لأنه إن خالف خط المصحف لم يحسن ، وإن وقف على اللام قبح لأنه لام خفض( {[12926]} ) وقد روي عن بعضهم الوقف على اللام وهو حمزة الكسائي وعاصم( {[12927]} ) قياساً على أصولهم في اتباع السواد ، وروي عن غيرهم من القراء الوقف على ( فَمَا ) على الأصل( {[12928]} ) ، والاختيار( {[12929]} ) ألا يوقف عليه فهو أسلم وأحسن ، وليس بموضع( {[12930]} ) تمام ، وإنما تكلم فيه الناس على الاضطرار( {[12931]} ) وانقطاع النفس ، ووقع ذلك كيف يكون الوقف ، فأما أن يتعمد الوقف على هذا فلا يجوز( {[12932]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.