الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱدۡعُواْ رَبَّكُمۡ تَضَرُّعٗا وَخُفۡيَةًۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ} (55)

قوله : { ادعوا ربكم تضرعا وخفية } إلى : { المحسنين }[ 55 ، 56 ] .

المعنى : ادعوا ، أيها الناس ، ربكم مستكينين له ، مخلصين متخشعين سرا في أنفسكم ؛ { إنه لا يحب المعتدين{[23992]} }[ 55 ] .


[23992]:جامع البيان 12/485، 486، باختصار. وفيه: "....، عن الحسن قال: إن كان الرجل لقد جمع القرآن، وما يشعر به جاره. وإن كان الرجل لقد فقه الفقه الكثير، وما يشعر به الناس. وإن كان الرجل ليصلي الصلاة الطويلة في بيته وعنده الزَّوْرُ، وما يشعرون به. ولقد أدركنا أقواما ما كان على الأرض من عمل يقدرون على أن يعملوه في السر، فيكون علانية أبدا! ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء، وما يسمع لهم صوت، إن كان إلا همسا بينهم وبين ربهم، وذلك أن الله يقول: {ادعوا ربكم تضرعا وخفية}، وذلك أن الله ذكر عبدا صالحا فرضي فعله، فقال: {إذ نادى ربه نداء خفيا}[مريم آية 2]". وهذا نص تراثي بليغ يعكس فعالية التربية القرآنية في معالجة أمراض النفس، والتضييق على أدواء الواقع.