الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَيُسۡقَوۡنَ فِيهَا كَأۡسٗا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا} (17)

- وقوله تعالى {[72488]} : ( ويسقون فيها كأسا )

أي : ويسقى هؤلاء الأبرار في الجنة شرابا ( كأس ) {[72489]} .

والكأس كل إناء فيه شراب ، فإذا كان فارغا من الخمر لم يقل له كأس ، ويقال له قدح {[72490]} . كذلك لا يقال للخِوان {[72491]} مائدة {[72492]} حتى يكون [ عليه ] {[72493]} الطعام {[72494]} .

- قوله : ( كان مزاجها زنجبيلا )

أي : كان مزاج شراب الكأس زنجبيلا {[72495]} . قال قتادة : " تمزج {[72496]}بالزنجبيل " {[72497]} .

وقال {[72498]} ( قتادة في رواية ابن جبير عنه ) {[72499]} : الزنجبيل {[72500]} : اسم للعين يشرب منها {[72501]} المقربون صرفا ، وتمزج لسائر أهل الجنة {[72502]} . والعرب تضرب المثل بالخمر إذا مزجته بالزنجبيل ، وكانوا يستطيبون {[72503]} ذلك {[72504]} . فخوطبوا على ما يعرفون . هذا يدل على قول قتادة الأول .


[72488]:- أ: ثم قال، ث: ثم قال تعالى.
[72489]:- ساقط من أ.
[72490]:- ذكر ذلك النحاس في إعرابه 5/102 عن ابن كيسان، وقاله الطبري في جامع البيان 29/218.
[72491]:- ث: للوان. و"الخِوَان والخُوَانُ: الذي يؤكل عليه، معرب، والجمع : أخْوِنة في القليل، وفي الكثير، خون" اللسان: (خون).
[72492]:- في اللسان (ميد): "المائدة: الطعام نفسه وإن لم يكن هناك خِوَان، مشتق من ذلك، وقيل: هي نفس الخوان. قال الفارسي: لا تسمى مائدة حتى يكون عليها طعام وإلا فهي خَوَانٌ".
[72493]:- أ: عليها، وآخر هذه الكلمة في ث مغطى بالملصق.
[72494]:- ذكر ذلك النحاس في إعرابه 5/102 عن ابن كيسان، وقاله الطبري في جامع البيان 29/218.
[72495]:- انظر جامع البيان: 29/218.
[72496]:- أ: يمزج.
[72497]:- انظر جامع البيان: 29/218.
[72498]:- أ: قال.
[72499]:- ساقط من ث.
[72500]:- ث: ابن نجيل (تحريف).
[72501]:- أ: منه.
[72502]:- انظر جامع البيان 29/218 والمحرر 16/190. وفي أنها اسم للعين انظر الغريب لابن قتيبة: 503.
[72503]:- ث: تستطيبون.
[72504]:- في معاني الزجاج 5/260: "العرب تصف الزنجبيل، وهو مستطاب عندها جدا".