الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَقَالَ ٱلۡمَلِكُ إِنِّيٓ أَرَىٰ سَبۡعَ بَقَرَٰتٖ سِمَانٖ يَأۡكُلُهُنَّ سَبۡعٌ عِجَافٞ وَسَبۡعَ سُنۢبُلَٰتٍ خُضۡرٖ وَأُخَرَ يَابِسَٰتٖۖ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَأُ أَفۡتُونِي فِي رُءۡيَٰيَ إِن كُنتُمۡ لِلرُّءۡيَا تَعۡبُرُونَ} (43)

وقوله سبحانه : { وَقَالَ الملك إِنِّي أرى سَبْعَ بقرات سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ } [ يوسف :43 ] .

روي أنه قال : رَأَيْتُهَا خَارجةً من نَهْرٍ ، وخرجَتْ وراءَها سَبْعٌ عِجاف ، فأكلَتْ تلك السِّمان ، وحَصَلَتْ في بطونها ، ورأى السنابلَ أيضاً ؛ كما ذكر ، و«ال{ عِجَافٌ } : التي بَلَغَتْ غايةَ الهُزَال ، ثم قال لحاضريه : { يا أيها الملأ أَفْتُونِي فِي رءياي إِن كُنتُمْ لِلرُّءْيَا تَعْبُرُونَ } ، وعبارة الرؤية : مأخوذة منْ عَبْرِ النَّهْرِ ، وهو تجاوزه مِنْ شَطٍّ إِلى شَطِّ ، فكأنَّ عابر الرؤيا يَنْتَهِي إِلى آخر تأويلها .

قال ( ص ) : وإِنما لم يضفْ «سبع » إِلى عِجَافٍ ؛ لأنَّ اسم العدد لا يضاف إِلى الصفة إِلا في الشِّعْرِ ، انتهى .