تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالَ مَا خَطۡبُكُنَّ إِذۡ رَٰوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفۡسِهِۦۚ قُلۡنَ حَٰشَ لِلَّهِ مَا عَلِمۡنَا عَلَيۡهِ مِن سُوٓءٖۚ قَالَتِ ٱمۡرَأَتُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡـَٰٔنَ حَصۡحَصَ ٱلۡحَقُّ أَنَا۠ رَٰوَدتُّهُۥ عَن نَّفۡسِهِۦ وَإِنَّهُۥ لَمِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ} (51)

ثم قال لهن الملك : ( مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ ) هذا يدل أن الملك قد علم أنهن راودن يوسف عن نفسه ؛ لأنه ( قال ما خطبكن إذ راودتن ) ولم يقل لهن : أراودتن أم لا ؟ ولكنه قطع القول فيه .

وقوله تعالى : ( قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء ) بدأ بهن حتى أقررن أنه كان بريئا مما قرف به ، واتهم . ثم أقرت امرأة العزيز بعد ذلك لما أقر النسوة ، فقالت : ( الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ ) قيل : الآن تبين الحق ، وتحقق ( أنا راودته عن نفسه وإنه لمن صادقين ) في قوله ( هي راودتني عن نفسي )[ الآية : 26 ] .

وقوله تعالى : ( ما خطبكن ) ما شأنكن وأمركن . والخطب الشأن ( إذ راودتن ) قد ذكرناه .

وقوله تعالى : ( ما علمنا عليه من سوء ) قال أهل التأويل : الزنى . ولكن قوله : ( ما علمنا عليه من سوء ) هو الذي ( قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا )[ الآية : 25 ] هو ذلك السوء [ الذي ][ ساقطة من الأصل وم ] قالت : إنه أراد بها . قلن : ما علمنا منه ذلك .

وقوله تعالى : ( الآن حصحص الحق ) قد ذكرنا أنه تبين الحق .

وفي قوله تعالى : ( ما علمنا عليه من سوء ) دلالة أن لم يكن منه ما قاله أهل التأويل من حل السراويل وغيره ؛ لأنه لو كان منه ذلك لكان قد علمن منه السوء .