تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِمۡ وَيَحۡفَظُواْ فُرُوجَهُمۡۚ ذَٰلِكَ أَزۡكَىٰ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ} (30)

الآية 30 : وقوله تعالى : ]قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم[ روي عن علي رضي الله عنه أنه{[13857]} قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا علي إن لك لكنزا في الجنة ، وإنك لذو قرنيها ، فلا تتبع النظرة النظرة ؛ فإن لك الأولى ، وليست لك الآخرة " ( أحمد : 1/159 ) .

وعن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قوله : ){[13858]} " يا ابن آدم لك أول نظرة فإياك الثانية " ( بنحو أحمد : 5/352 ) وعن جرير ( بن عبد الله أنه ){[13859]} قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجاءة ، فأمرني أن أصرف بصري .

ثم يحتمل قوله تعالى ]يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم[ وجوها ثلاثة : أحدها غض{[13860]} أبصارهم لكي يحفظوا فروجهم ؛ فإن حفظ الفرج إنما يكون{[13861]} بغض البصر وحفظه .

والثاني : غض{[13862]} أبصارهم عن النظر إلى ما لا يحل من الأجنبيات ، لأن النظر إلى المحارم ( لا يحل ، وحفظ ){[13863]} فروجهم عن الكل من المحارم والأجنبيات إلا الذين استثناهم في الآية التالية .

والثالث : غض ){[13864]} أبصارهم عما في أيدي الخلق ( وألا يفتحوها ){[13865]} إلى ما في أيديهم كقوله : ]ولا تمدن عينيك إلى ما منعنا به أزواجا منهم[ الآية ( طه : 131 ) .

وقوله تعالى : ]ذلك أزكى لهم[ أي أطهر لهم وأدعى إلى الصلاح من النظر .


[13857]:ساقطة من الأصل وم.
[13858]:ساقطة من الأصل وم.
[13859]:ساقطة من الأصل وم.
[13860]:في الأصل وم: غضوا.
[13861]:من م في الأصل: يكونوا.
[13862]:في الأصل وم: يغضوا.
[13863]:في الأصل وم :يحل ويحفظوا.
[13864]:في الأصل وم: آية أخرى والثالث يغضوا.
[13865]:في الأصل وم :ولا تفتحوا لها.