بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِمۡ وَيَحۡفَظُواْ فُرُوجَهُمۡۚ ذَٰلِكَ أَزۡكَىٰ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ} (30)

قوله عز وجل : { قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أبصارهم } ، يعني : يكفوا أبصارهم ومن صلة في الكلام . { وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ } عما لا يحل لهم ؛ وقال أبو العالية الرياحي : كلما ذكر حفظ الفرج في القرآن ، أراد به الحفظ عن الزنى ؛ إلا هاهنا ، فإن المراد به هاهنا الستر عن النظر ، يعني : قل للمؤمنين يغضوا أبصارهم عن عورات النساء ، ويحفظوا فروجهم عن أبصار الناس ؛ وقال النبي صلى الله عليه وسلم ، لعلي رضي الله عنه :

« يا عَلِيُّ لا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ ، فَإنَّ الأُولَى لَكَ وَالأُخْرَى عَلَيْكَ » . وروي عن عيسى ابن مريم أنه قال : إياكم والنظرة ، فإنها تزرع في القلب . قوله : { ذلك أزكى * لَكُمْ } وأطهر من الزينة ، يعني : غض البصر والحفظ خير لكم من ترك الحفظ والنظر . ثم قال : { إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } ، يعني : عالم بهم .