ثم قال تعالى : { قل للمومنين يغضوا من أبصارهم }[ 30 ] ، أي يكفوا عن نظر ما لا يحل لهم والنظر إليه { ويحفظوا فروجهم }[ 30 ] ، أن يراها من لا يحل له أن يراها . أي يلبسوا ما يسترها عن أبصارهم .
وقيل لا يستمتعون إلا لمن{[48219]} يحل لهم من زوجة أو ملك يمين . ولما كان استعمال الفرج فيما لا يحل منهيا عنه ، لم تدخل " من " فلم يقل ويحفظوا من فروجهم ، {[48220]} ولما كانت النظرة الأولى لا تملك ، قال : { من أبصارهم }[ 30 ] فدخلت " من " {[48221]} للتبعيض .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن من خير عين تنشر يوم القيامة عين رجل من بني إسرائيل ، بينما هو قائم{[48222]} يصلي نظر إلى{[48223]} امرأة بإحدى عينيه ، فهوى إلى الأرض فأخذ عودا ففقأ به العين التي نظر بها إلى المرأة{[48224]} .
ثم قال : { ذلك أزكى لهم }[ 30 ] ، أي حفظها{[48225]} ، وغض أبصارهم{[48226]} أطهر لهم{[48227]} عند الله ، { إن الله خبير بما / يصنعون }[ 30 ] ، أي ذو خبر{[48228]} بما يصنعون{[48229]} مما أمركم به من غض البصر ، وحفظ الفرج .
قال{[48230]} أبو العالية{[48231]} : كل فرج ذكر في القرآن فهو{[48232]} من الزنا إلا في{[48233]} هذه الآية ، يريد أنه{[48234]} إنما أمروا أن يستروا فروجهم{[48235]} لئلا{[48236]} يراها من لا يحل له رؤيتها{[48237]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.