الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{يَوۡمَ تُبَدَّلُ ٱلۡأَرۡضُ غَيۡرَ ٱلۡأَرۡضِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُۖ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ ٱلۡوَٰحِدِ ٱلۡقَهَّارِ} (48)

وأخرج أحمد ومسلم والترمذي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه والحاكم ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : « أنا أول الناس سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية { يوم تبدل الأرض غير الأرض } قلت : أين الناس يومئذ ؟ قال على الصراط » .

وأخرج البزار وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي في البعث ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله { يوم تبدل الأرض غير الأرض } قال : « أرض بيضاء كأنها فضة ، لم يسفك فيها دم حرام ولم يعمل فيها خطيئة » .

وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ في العظمة ، والحاكم وصححه والبيهقي في البعث ، عن ابن مسعود في قوله { يوم تبدل الأرض غير الأرض } قال : تبدل الأرض أرضاً بيضاء ، كأنها سبيكة فضة لم يسفك فيها دم حرام ولم يعمل عليها خطيئة . قال البيهقي : الموقوف أصح .

وأخرج ابن جرير وابن مردويه ، عن زيد بن ثابت قال : أتى اليهود النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه فقال : « جاؤوني . . . سأخبرهم قبل أن يسألوني { يوم تبدل الأرض غير الأرض } قال : أرض بيضاء كالفضة ، فسألهم فقالوا : أرض بيضاء كالنقي » .

وأخرج ابن مردويه عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله { يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات } قال : « أرض بيضاء ، لم يعمل عليها خطيئة ولم يسفك عليها دم » .

وأخرج ابن جرير وابن مردويه ، عن أنس بن مالك أنه تلا هذه الآية { يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات } قال : يبدلها الله يوم القيامة بأرض من فضة ، لم يعمل عليها الخطايا ، ثم ينزل الجبار عز وجل عليها .

وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة ، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن علي بن أبي طالب في الآية قال : تبدل الأرض من فضة والسماء من ذهب .

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله { يوم تبدل الأرض غير الأرض } زعم أنها تكون فضة .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله { يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات } قال : أرض كأنها فضة والسماوات كذلك .

وأخرج البيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات } قال : يزاد فيها وينقص منها ، وتذهب آكامها وجبالها وأوديتها وشجرها وما فيها ، وتمد مدّ الأديم العكاظي ، أرض بيضاء مثل الفضة ، لم يسفك فيها دم ولم يعمل عليها خطيئة ، والسماوات تذهب شمسها وقمرها ونجومها .

وأخرج البخاري ومسلم وابن جرير وابن مردويه ، عن سهل بن سعد : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء ، كقرصة نقي ليس فيها معلم لأحد » .

وأخرج البخاري ومسلم وابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة ، يتكفؤها الجبار بيده كما يتكفأ أحدكم خبزته في السفرة ، نزلاً لأهل الجنة . قال : فأتاه رجل من اليهود فقال : بارك الله عليك أبا القاسم . . . ألا أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة ؟ قال : تكون الأرض خبزة واحدة يوم القيامة ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فنظر إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ضحك حتى بدت نواجذه ، ثم قال : ألا أخبرك بإدامهم ؟ قال : بلى . قال : إدامهم ثور . قالوا : ما هذا ؟ قال هذا ثور بالأم ، يأكل من زيادة كبدها سبعون ألفاً » .

وأخرج ابن مردويه عن أفلح مولى أبي أيوب رضي الله عنه ، «أن رجلاً من يهود سأل النبي صلى الله عليه وسلم { يوم تبدل الأرض غير الأرض } ما الذي تبدل به ؟ فقال : خبزة . فقال اليهودي : درمكة بأبي أنت . قال : فضحك ثم قال : قاتل الله يهود ، هل تدرون ما الدرمكة ؟ لباب الخبز » .

وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله { يوم تبدل الأرض غير الأرض } قال : تبدل الأرض خبزة بيضاء ، يأكل المؤمن ومن تحت قدميه .

وأخرج البيهقي في البعث عن عكرمة رضي الله عنه قال : تبدل الأرض بيضاء مثل الخبزة ، يأكل منها أهل الإسلام حتى يفرغوا من الحساب .

وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي في قوله { يوم تبدل الأرض غير الأرض } قال : خبز يأكل منها المؤمنون من تحت أقدامهم .

وأخرج أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الدلائل ، عن أبي أيوب الأنصاري قال : « أتى النبي صلى الله عليه وسلم حبر من اليهود وقال : أرأيت إذ يقول الله { يوم تبدل الأرض غير الأرض } فأين الخلق عند ذلك ؟ قال : " أضياف الله ، لن يعجزهم ما لديه » .

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في الآية . قال : بلغنا أن هذه الأرض تطوى وإلى جنبها أخرى ، يحشر الناس منها إليها .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن أبي بن كعب في الآية قال : تغير السماوات جناناً ويصير مكان البحر ناراً ، وتبدل الأرض غيرها .

وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال : الأرض كلها نار يوم القيامة .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله { يوم تبدل الأرض غير الأرض } الآية . قال : هذا يوم القيامة ، خلق سوى الخلق الأوّل .

وأخرج البخاري في تاريخه ، عن عائشة رضي الله عنها : أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم : « أين الأرض يوم القيامة ؟ قال : هي رخام من الجنة » .