ثم أخبرنا {[37572]} تعالى ، متى يكون هذا الانتقام ، فقال { يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات }[ 48 ] : أي : ينتقم من الظالمين في هذا اليوم . ومعنى { تبدل الأرض ( غير الأرض ) } {[37573]} : أي تصير {[37574]} هذه الأرض أرضا {[37575]} بيضاء ، كالفضة لم يسفك عليها دم ، ولا عمل عليها {[37576]} خطيئة ، يسمعهم الداعي ، وينفذهم البصر حفاة ، عراة ، قياما ، كما خلقوا حتى يلجمهم العرق . قاله ابن مسعود ، وأنس بن مالك ، ومجاهد ، والحسن {[37577]} .
وقال الحسن ( رحمه الله ) {[37578]} في حديث( ه ) {[37579]} : والسماوات أيضا كالفضة {[37580]} وعن عبد الله بن مسعود أنه قال : تبدل الأرض نارا يوم القيامة ، والجنة من ورائها ترى أكوابها وكواعبها . والذي نفس {[37581]} عبد الله بيده : إن الرجل ليفيض {[37582]} عرقا حتى ترسخ في الأرض قدمه ، ثم يرتفع حتى يبلغ أنفه ، وما مسه الحساب . فقالوا : ( مم ) {[37583]} يا أبا عبد الرحمن ؟ قال : مما الناس يلقون . وقال : ( و ) {[37584]} أولياء الله في ظل عرش الله . والذي نفس عبد الله بيده : إن جهنم/ لتنظف على الناس ، مثل الثلج حين يقع من السماء ، والذي نفس عبد الله بيده إن عرقه ليسيح {[37585]} في الأرض تسع {[37586]} قامات ، ثم يلجمه ، وما ناله الحساب من شدة ما يرى الناس ( و ) {[37587]} يلقون {[37588]} .
وقال علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه : تبدل الأرض من فضة والجنة من ذهب {[37589]} .
وقال ابن جبير : تبدل الأرض خبز ة {[37590]} بيضاء ، يأكل المؤمن من تحت قدميه . وكذلك ذكر محمد بن كعب القرظي ( رحمه الله ) {[37591]} .
وكذلك {[37592]} قال أبو جعفر بن محمد بن علي ، ( نضر الله وجهه ) {[37593]} : تبدل الأرض خبزة يأكل منها الخلق يوم القيامة ، ثم قرأ { وما جعلناهم جسدا لا ياكلون الطعام } {[37594]} .
وقال أنس بن مالك رضي الله عنه : تبدل الأرض بأرض من فضة ، لم يعمل فيها {[37595]} الخطايا {[37596]} .
وقيل : تبديل {[37597]} الأرض : هو تسيير جبالها ، وتهجير بحارها ، وكونها مستوية : { لا ترى فيها عوجا ولا أمتا } {[37598]} ، وتبدل السماوات : انتثار كواكبها ، وانفطارها ، وانشقاقها ، وتكوير شمسها ، وخسوف قمرها {[37599]} .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " تبدل الأرض غير الأرض والسماوات ، ويمدها مد {[37600]} الأديم العُقاظي ، لا ترى فيها عوجا ، ولا أمتا ، ثم يزجر الله الخلق زجره فإذا هم في هذه المبدلة في مثل مواضعهم من الأولى {[37601]} . ما كان في بطنها كان في بطنها ، وما كان على {[37602]} ظهرها كان على ظهرها . وذلك حين تطوى السماوات { كطي السجل للكتاب } {[37603]} ثم يدحوهما {[37604]} ثم يبدلهما {[37605]} {[37606]} .
وسألت عائشة ، رضي الله عنها ، النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول {[37607]} الله : إذا بدلت الأرض غير الأرض والسماوات {[37608]} ، وبرزوا لله الواحد القهار . أين الناس يومئذ ؟ قال : " على الصراط " {[37609]} .
ومعنى { وبرزوا لله الواحد القهار }[ 48 ] : وخرجوا من قبورهم أحياء لموقف الحساب بين يدي الله ( عز وجل ) {[37610]} .
{ الواحد القهار }[ 48 ] أي : المنفرد بالقدرة على خلقه ، الذي يقهر كل شيء {[37611]} .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه {[37612]} : يجمع الله الخلائق كلهم في صعيد واحد ، لأرض بيضاء ، لم يعص الله فيها قط ، ولم يخطأ {[37613]} فيها خطيئة . فأول ما يتكلم أن ينادي مناد {[37614]} : { لمن الملك اليوم } {[37615]} ؟ ثم {[37616]} يقول الله الواحد القهار : { اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب } {[37617]} .
وعن علي ( رضي الله عنه ) {[37618]} أنه قال : تبدل الأرض ( بأرض ) {[37619]} من فضة ، والجنة من ذهب {[37620]} .
وعن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال : بلغنا ، والله أعلم ، أن الأرض تبدل بأرض بيضاء ، لم يعمل عليها معصية ، ولم يسفك {[37621]} عليها دم حرام {[37622]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.