قوله تعالى : { الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبَ } فيه تأويلان :
أحدهما : يصدقون بالغيب ، وهذا قول ابن عباس .
والثاني : يخشون الغيب ، وهذا قول الربيع بن أنس .
وفي الأصل الإيمان ثلاثة أقوال :
أحدها : أن أصله التصديق ، ومنه قوله تعالى : { وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا }{[25]} أي بمصدِّق لنا .
والثاني : أن أصله الأمان ، فالمؤمن يؤمن نفسه من عذاب الله ، والله المؤمِنُ لأوليائه من عقابه .
والثالث : أن أصله الطمأنينة ، فقيل للمصدق بالخبر مؤمن ، لأنه مطمئن . وفي الإيمان ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنّ الإيمان اجتناب الكبائر .
والثاني : أن كل خصلة من الفرائض إيمان .
أحدها : ما جاء من عند الله ، وهو قول ابن عباس .
والثاني : أنه القرآن ، وهو قول زر بن حبيش .
والثالث : الإيمان بالجنة والنار والبعث والنشور .
وفي قوله تعالى : { وَيُقِيمُون الصَّلاَةَ } تأويلان :
والثاني : أنه إتمام الركوع والسجود والتلاوة والخشوع فيها ، وهذا قول ابن عباس .
واختُلف لِمَ سُمِّي فعل الصلاة على هذا الوجه إقامةً لها ، على قولين :
أحدهما : من تقويم الشيء من قولهم قام بالأمر إذا أحكمه وحافظ عليه .
والثاني : أنه فعل الصلاة سُمِّي إقامة لها ، لما فيها من القيام فلذلك قيل : قد قامت الصلاة .
وفي قوله : { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } ثلاثة تأويلات :
أحدها : إيتاء الزكاة احتساباً لها ، وهذا قول ابن عباس .
والثاني : نفقة الرجل على أهلِهِ ، وهذا قول ابن مسعود .
والثالث : التطوع بالنفقة فيما قرب من الله تعالى ، وهذا قول الضحاك :
وأصل الإنفاق الإخراج ، ومِنْهُ قيل : نَفَقَتِ الدابة إذا خرجت رُوحها .
واختلف المفسرون ، فِيمَنْ نزلت هاتان الآيتان فيه ، على ثلاثة أقوال :
أحدها : أنها نزلت في مؤمني العرب دون غيرهم ، لأنه قال بعد هذا : { وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ } يعني به أهْلَ الكتاب ، وهذا قول ابن عباس .
والثاني : أنها مع الآيتين اللتين من بعد أربع آيات نزلت في مؤمني أهل الكتاب ، لأنه ذكرهم في بعضها .
الثالث : أن الآيات الأربع من أول السورة ، نزلت في جميع المؤمنين ، وروى ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قال : " نزلت أربع آيات من سورة البقرة في نعت المؤمنين ، وآيتان في نعت الكافرين ، وثَلاَث عَشْرَةَ في المُنافقين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.