قوله تعالى ( الذين يؤمنون بالغيب )
وقال سعيد بن منصور حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عمارة بن عمير ، عن عبد الرحمن بن يزيد قال كنا عند عبد الله : إن امر محمد كان بينا لمن رآه والذي لا إله غيره ما آمن أحد قط إيمانا أفضل من إيمان بغيب ، ثم قرأ ( الم ، ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب-إلى قوله –المفلحون ) .
( انظر تفسير ابن كثير 1/81 ) . وأخرجه ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ( انظر تفسير ابن كثير 1/81 ق ) ، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ( المستدرك 2/260 ) ، وأخرجه الواحدي ( الوسيط بين المقبوض والبسيط1/195 ) ، كلهم من طريق الأعمش به . وصحح إسناده الحافظ ابن حجر في ( الكافي الشافي ص 4-5 ح22 ) ، البوصيري في ( المطالب العالية 3/69 ) .
قال الدارمي : أخبرنا أبو المغيرة قال : ثنا الأوزاعي ثنا أسيد بن عبد الرحمن ، عن خالد بن دريك ، عن ابن محيريز قال : قلت لأبي جمعة رجل من الصحابة : حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : نعم ، أحدثك حديثا جيدا ، تغدينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا أبو عبيدة الجراح ، فقال : يا رسول الله ، أحد خير منا ؟ أسلمنا وجاهدنا معك ، قال : " نعم ، قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني " .
( سنن الدارمي 2/308 –ك الرقاق ، ب في فضل آخر هذه الأمة ) ، وأخرجه أحمد في مسنده ( 4/106 ) عن أبي المغيرة به ، والطبراني في الكبير ( 4/27 رقم 3538 ) من طريق أبي المغيرة ويحيى ابن عبد الله البابلتي كلاهما عن الأوزاعي به . ورجاله ثقات إلا انه قد اختلف في إسناده . فأخرجه أحمد في مسنده ( 4/106 ) عن أبي المغيرة أيضا به ، ولكنه قال : . . . حدثني صالح بن محمد قال حدثني أبو جمعة . . . فذكر صالح بن محمد بدل عبد الله بن محيريز . وكذا رواه الحاكم في ( المستدرك 4/85 ) من طريق أبي المغيرة بهذا الإسناد ولم يخرجاه . وأقره الذهبي . وقد ذكر الحافظ في الفتح ( 7/6 ) لفظ رواية أبي المغيرة عن الأوزاعي ، ثم قال وإسناده حسن وقد صححه الحاكم .
قال الطبري : حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي قال : حدثنا أبو أحمد الزبيري قال : حدثنا سفيان ، عن عصام ، عن زر قال ( الغيب ) : القرآن .
وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق أبي سعيد الأشج عن أبي أحمد الزبيري به . وإسناده حسن . وعاصم هو ابن بهدلة بن أبي النجود معروف بالرواية عن بن حبيش وبرواية الثوري وابن عيينة عنه ( تهذيب الكمال ل 634 ) .
وقال الطبري : حدثنا بشر بن معاذ العقدي ، قال : حدثنا يزيد بن زريع ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة في قوله ( الذين يؤمنون بالغيب ) ، قال : آمنوا بالجنة والنار ، والبعث بعد الموت ، وبيوم القيامة ، وكل هذا غيب .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، ثنا صفوان ، ثنا الوليد ، ثنا عثمان بن الأسود ، عن عطاء بن أبي رباح في قول الله عز وجل ( الذين يؤمنون بالغيب ) فقال : من آمن بالغيب .
( وصفوان هو ابن صالح معروف بالرواية عن الوليد بن مسلم وبرواية أبي زرعة الرازي عنه ( انظر تهذيب الكمال ل 609 ) . ورجاله ثقات وإسناده صحيح .
وقال أيضا : حدثنا أبي ، ثنا إبراهيم بن حميد عن إسماعيل ابن أبي خالد ( يؤمنون بالغيب ) قال : بغيب الإسلام .
وإسناده صحيح . وذكر ابن كثير هذه الأقوال ثم قال : فكل هذه متقاربة في معنى واحد لأن جميع هذه المذكورات من الغيب الذي يجب الإيمان به ( التفسير 1/81 ) .
قال مسلم في صحيحه : حدثني أبو خيثمة زهير بن حرب ، حدثنا وكيع عن كهمس ، عن عبد الله بن بريدة ، عن يحيى بن يعمر ، ح وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري ، وهذا حديثه : حدثنا أب ، حدثنا كهمس ، عن ابن بريدة ، عن يحيى بن يعمر ، قال : كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني ، فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معتمرين ، فقلنا : لو لقينا أحدا من أصحاب رسول الله فوفق لنا عبد الله بن عمر بن الخطاب داخلا المسجد ، فاكتفنته أنا وصاحبي ، أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله ، فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي ، فقلت : أبا عبد الرحمن . إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرؤن القرآن ويتقفرون العلم ، وذكر من شأنهم وأنهم يزعمون ان لا قدر ، وأن الأمر أنف ، قال : فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني برئ منهم ، وأنهم براء مني ، والذي يحلف به عبد الله بن عمر . لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه ، ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر ، ثم قال : حدثني أبي عمر بن الخطاب ، قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد .
حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخديه ، وقال : يا محمد . أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الإسلام ان تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان . وتحج البيت ، إن استطعت إليه سبيلا " قال : صدقت ، قال فعجبنا له ، ويسأله ويصدقه ، قال : فأخبرني عن الإيمان ، قال : " أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره قال : صدقت . قال : فأخبرني عن الإحسان ، قال : " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " . قال : فأخبرني عن الساعة قال : " ما لمسئول عنها بأعلم من السائل " قال : فأخبرني عن أمارتها ، قال : " أن تلد الأمة ربتها . وان ترى الحفاة العراة ، العالة ، رعاء الشاء ، يتطاولون في البنيان " قال ثم انطلق ، فلبث مليا ، ثم قال لي : " يا عمر . أتدري من السائل ؟ قلت : الله ورسوله اعلم ، قال : " فإنه جبريل ، أتاكم يعلمكم دينكم " .
( الصحيح –ك الإيمان ، ب لبيان الإيمان والإسلام والإحسان رقم1 ) . وأخرجه البغوي من طريق يزيد بن هارون عن كهمس به ، ثم نقل عن الفراء انه قال : فالنبي صلى الله عليه وسلم جعل الإسلام في هذا الحديث اسما لما ظهر من الأعمال ، والإيمان اسما لما بطن من الاعتقاد ، وليس ذلك لأن الأعمال ليست من الإيمان ، وتصديق بالقلب ليس من الإسلام ، بل ذلك تفصيل لجملة هي كلها شئ واحد ، وجماعها الدين ولذلك قال : " ذلك جبرائيل أتاكم يعلمكم امر دينكم " . ثم ساق حديثا صحيحا ليدلل على أن الأعمال من الإيمان . ( معالم التنزيل1/46 ) .
قال الطبري : حدثني محمد بن عمرو بن العباس الباهلي ، قال : حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد ، قال : حدثنا عيسى بن ميمون المكي ، قال : حدثنا عبد الله بن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : أربع آيات من سورة البقرة في نعت المؤمنين ، وآيتان في نعت الكافرين ، وثلاث عشرة في المنافقين .
ورجاله ثقات وإسناده صحيح تقدم . وأخرجه الثوري بلفظه . ( تفسير سفيان الثوري ص 41 ) ، وأخرجه آدم في تفسيره ( ص69 ) عن ورقاء عن ابن أبي نجيح به ، وأخرجه الواحدي ( أسباب النزول ص19 ) من طريق شبل عن ابن أبي نجيح به .
قال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن يحيى ، أنبأ أبو غسان محمد بن عمرو زنيج ، ثنا سلمة ، عن محمد بن إسحاق قال : فيما حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد ابن ثابت ، عن عكرمة او سعيد بن جبير عن ابن عباس : يقول الله سبحانه وبحمده ( الذين يقيمون الصلاة ) يقيمون الصلاة بفرضها .
قوله تعالى ( ومما رزقناهم ينفقون )
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( ومما رزقناهم ينفقون ) عبر في هذه الآية الكريمة بمن التبعيضية الدالة على انه ينفق لوجه الله بعض ماله لا كله ، ولم يبين هنا القدر الذي ينبغي إنفاقه ، والذي ينبغي إمساكه ولكنه بين مواضع أخر ان القدر الذي ينبغي إنفاقه : هو الزائد على الحاجة وسد الخلة التي لابد منها ، وذلك كقوله ( ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو ) والمراد بالعفو : الزائد على قدر الحاجة التي لا بد منها على أصح التفسيرات ، وهو مذهب الجمهور . . . وقوله تعالى ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط ) الإسراء آية : 26 ، فنهاه عن البخل بقوله ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ) ، ونهاه عن الإسراف بقوله ( ولا تبسطها كل البسط ) فيتعين الوسط بين الأمرين ، كما بينه بقوله ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ) الفرقان آية : 67 .
وبالإسناد الحسن المتقدم الذي رواه ابن أبي حاتم إلى ابن عباس( ومما رزقناهم ينفقون ) يؤتون الزكاة احتسابا بها .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس بن الوليد ثنا يزيد بن زريع ، ثنا سعيد ، عن قتادة( ومما رزقناهم ينفقون ) فأنفقوا مما أعطاكم الله ، فإنما هذه الأموال عواري وودائع عندك يا ابن آدم أوشكت ان تفارقها .
وقال الطبري : حدثني المثنى قال : حدثنا عبد الله بن صالح ، عن معاوية ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ( ومما رزقناهم ينفقون ) قال : زكاة أموالهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.