قوله تعالى : { الذين يُؤْمِنُونَ بالغيب } أي يصدقون بالغيب . والغيب : هو ما غاب عن العين ، وهو محضر في القلب . وإنما أراد به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تابعهم إلى يوم القيامة ، أنهم يصدقون بغيب القرآن أنه من الله تعالى فيحلون حلاله ، ويحرمون حرامه . ويقال : يؤمنون بالغيب يعني بالله تعالى . حدثنا الخليل بن أحمد قال : حدثنا الديبلي قال : حدثنا أبو عبيد الله ، قال : حدثنا سفيان قال : حدثنا أصحابنا ، عن الحارث بن قيس أنه قال لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه نحتسب بكم يا أصحاب محمد ما سبقتمونا به من رؤية محمد صلى الله عليه وسلم وصحبته ، فقال عبد الله بن مسعود : ونحن نحتسب لكم إيمانكم به ولم تروه ، وإن أفضل الإيمان الإيمان بالغيب ، ثم قرأ عبد الله { الذين يُؤْمِنُونَ بالغيب } وقد قيل : ( يؤمنون بالغيب ) يعني يصدقون بالبعث بعد الموت .
وقوله تعالى : { وَيُقِيمُونَ الصلاة } ، أي يديمون الصلاة ، وقد قيل أيضاً : إن العبد يديم الصلاة وقد قيل : يحافظون على الصلوات الخمس بمواقيتها وركوعها وسجودها والتضرع بعدها . وقد قيل : إن العبد إذا صلى صلاة تُقْبَلُ منه ، خلق الله تعالى منها ملكاً يقوم ويصلي لله إلى يوم القيامة وثوابه لصاحب الصلاة فهذا معنى قوله : { وَيُقِيمُونَ الصلاة } .
وقوله عز وجل : { وَمِمَّا رزقناهم يُنفِقُونَ } أي يتصدقون ، قال الكلبي : وهو زكاة المال . وروى أسباط ، عن السدي ، عن أصحابه قال : هي نفقة الرجل على أهله وهذا قبل نزول آية الزكاة . ويقال : ينفقون أي يتصدقون صدقة التطوع . ويقال : هي عليهم جميعاً التطوع والفريضة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.