الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لَقَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ بَعَثَ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ} (164)

قوله : ( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُومِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً ) الآية [ 164 ] .

( مِّنَ اَنْفُسِهِمْ ) منهم ، والكتاب : القرآن ، والحكمة : السنة ، قاله قتادة وغيره( {[11139]} ) ، وقيل : معنى( {[11140]} ) ( مِّنَ اَنْفُسِهِمْ ) : بشر مثلهم يظهر البراهين ، فيعلم أنه نبي إذ هو بشر مثلهم يأتي بما لا يمكن أن يأتوا بمثله هم ، وما كانوا من قبله إلا في ضلال مبين أي : في جهالة وحيرة ظاهرة . فإن بمعنى : ما ، واللام في ( لَّفِي ) بمعنى : إلا هذا( {[11141]} ) قول الكوفيين( {[11142]} ) . ومذهب سيبويه( {[11143]} ) أن أن مخففة من الثقيلة ، واسمها [ مضمر( {[11144]} ) ] والتقدير( {[11145]} ) على قوله : وأنهم كانوا من قبل محمد صلى الله عليه وسلم لفي ضلال مبين أي : أنهم لفي ضلال مبين كانوا قبل محمد صلى الله عليه وسلم ولهذا نظائر كثيرة في القرآن على نحو هذا الاختلاف من( {[11146]} ) تقدير أن وتقدير الكلام( {[11147]} ) ، فاعرف الأصل فيها إن تركنا ذكرها اكتفاء بما ذكرنا .


[11139]:- انظر: جامع البيان 4/162-163.
[11140]:- انظر: هذا التوجيه انظر: في جامع البيان 4/163.
[11141]:- (ج): بمعنى إلى في.
[11142]:- انظر: المغني لابن هشام 17 و256.
[11143]:- هو أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر سيبويه توفي 180 هـ إمام النحاة ومؤلف الكتاب. انظر: طبقات الزبيدي 66.
[11144]:- ساقط من (أ) (ج).
[11145]:- الكتاب 2/140.
[11146]:- (أ) (ج): وفي تقدير.
[11147]:- قال أبو حيان لا نعرف نحوياً ذهب إلى هذا الرأي. البحر 3/109.