النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَمَا لَكُمۡ أَلَّا تُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَٰثُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ لَا يَسۡتَوِي مِنكُم مَّنۡ أَنفَقَ مِن قَبۡلِ ٱلۡفَتۡحِ وَقَٰتَلَۚ أُوْلَـٰٓئِكَ أَعۡظَمُ دَرَجَةٗ مِّنَ ٱلَّذِينَ أَنفَقُواْ مِنۢ بَعۡدُ وَقَٰتَلُواْۚ وَكُلّٗا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ} (10)

{ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ } يحتمل وجهين :

أحدهما : معناه ولله ملك السموات والأرض .

الثاني : أنهما راجعان إليه بانقباض من فيهما كرجوع الميراث إلى المستحق .

{ لاَ يَسْتَوِي مِنكُم منْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الفَتْحِ وَقَاتَلَ{[2903]} } فيه قولان :

أحدهما : لا يستوي من أسلم من قبل فتح مكة وقاتل ومن أسلم بعد فتحها وقاتل ، قاله ابن عباس ، ومجاهد .

الثاني : يعني من أنفق ماله في الجهاد وقاتل ، قاله قتادة .

وفي هذا الفتح قولان :

أحدهما : فتح مكة ، قاله زيد بن أسلم .

الثاني : فتح الحديبية ، قاله الشعبي ، قال قتادة : كان قتالان أحدهما أفضل من الآخر ، وكانت نفقتان إحداهما أفضل من الأخرى ، كان القتال والنفقة قبل فتح مكة أفضل من القتال والنفقة بعد ذلك .

{ وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الحُسْنَى } فيه قولان :

أحدهما : أن الحسنى الحسنة ، قاله مقاتل .

الثاني : الجنة ، قاله مجاهد .

ويحتمل ثالثاً : أن الحسنى القبول والجزاء .


[2903]:إذا لم يكن في هذه العبارة سقوط يكون المعنى لا يستوي المنفقون والمقاتلون فإن المقاتلين أعظم درجة لأن النفس أغلى من المال.