النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قُلۡ إِنِّي عَلَىٰ بَيِّنَةٖ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبۡتُم بِهِۦۚ مَا عِندِي مَا تَسۡتَعۡجِلُونَ بِهِۦٓۚ إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِۖ يَقُصُّ ٱلۡحَقَّۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلۡفَٰصِلِينَ} (57)

قوله عز وجل : { قُل إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِن رَّبِّي } في البينة هنا قولان :

أحدهما : الحق الذي بان له .

والثاني : المُعْجِزُ في القرآن .

{ وَكَذَّبْتُم بِهِ } فيه وجهان :

أحدهما : وكذبتم بالبينة .

والثاني : وكذبتم بربكم .

{ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ } فيه قولان :

أحدهما : ما يستعجلون به من العذاب الذي أُوعِدُوا به قبل وقته ، كقوله تعالى : { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالعَذَابِ } ، قاله الحسن .

والثاني : ما استعجلوه من اقتراح الآيات لأنه طلب الشيء في غير وقته ، قاله الزجاج .

{ إِنِ الحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ } فيه تأويلان :

أحدهما : الحكم في الثواب والعقاب .

والثاني : الحكم في تمييز الحق من الباطل .

{ يَقُصُّ الحَقَّ } قرأ ابن كثير ونافع وعاصم { يَقُصُّ } بصاد غير معجمة من القَصَص وهو الإِخبار به ، وقرأ الباقون { يَقْضِي } بالضاد معجمة من القضاء ، وهو صنع الحق وإتمامه .