{ أم حسبتم أن تتركوا } أم هذه هي المنقطعة التي بمعنى بل والهمزة والاستفهام للتوبيخ وحرف الإضراب للدلالة على الانتقال من كلام إلى آخر ، والمعنى كيف يقع الحسبان منكم بأن تتركوا على ما أنتم عليه . وقوله أن تتركوا في موضع مفعولي الحسبان عند سيبويه ، وقال المبرد : أنه حذف الثاني والتقدير أم حسبتم أن تتركوا من غير أن تبتلوا بما يظهر به المؤمن والمنافق الظهور الذي يستحق به الثواب والعقاب يعني : بدون تكليفكم بالقتال الذي سئمتموه .
{ ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم } الواو حالية ولما للنفي مع التوقع ، والمراد من نفي العلم نفي المعلوم بالطريق البرهاني إذ لو شم رائحة الوجود لعلم قطعا فلما لم يعلم لزم عدمه قطعا ، والمعنى كيف تحسبون أنكم تتركون ولما يتبين المخلص منكم في جهاده من غير المخلص ، و ( ما ) في ( لما ) من التوقع منبه على أن ذلك سيكون وفائدة التعبير عما ذكر من عدم التبين بعدم علم الله تعالى أن المقصود هو التبين من حيث كونه متعلقا للعلم ومدارا للثواب وعدم التعرض لحال المقصرين لما أن ذلك بمعزل من الاندراج تحت إرادة أكرم الأكرمين .
وجملة { ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة } معطوفة على جاهدوا داخلة معه في حكم النفي واقعة في حيز الصلة ، والوليجة من الولوج وهو الدخول ، ولج يلج ولوجا إذا دخل ، فالوليجة الدخيلة ، قال أبو عبيدة : كل شيء أدخلته في شيء ليس منه فهو وليجة ، ويكون للمفرد وغيره بلفظ واحد وقد يجمع على ولائج وولج كصحائف وصحف{[877]} .
قال الفرء : الوليجة البطانة من المشركين ، وقيل وليجة الرجل من يداخله في باطن أموره ، والمعنى واحد ، أي كيف تتخذون دخيلة أوبطانة من المشركين تفشون إليهم أسراركم وتعلمونهم أموركم من دون الله ، وقال قتادة : وليجة يعني خيانة ، وقال الضحاك : خديعة .
وقال الراغب : الوليجة كل ما يتخذه الإنسان معتمدا عليه ، وليس من قولهم فلان وليجة في القوم إذا دخل فيهم { والله خبير بما تعملون } أي بجميع أعمالكم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.