تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{رَبَّنَا وَٱجۡعَلۡنَا مُسۡلِمَيۡنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةٗ مُّسۡلِمَةٗ لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبۡ عَلَيۡنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ} (128)

ثم قالا : { ربنا واجعلنا مسلمين لك } ، يعني : مخلصين لك ، { ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا } ، يعني : علمنا مناسكنا ، نظيرها : { بما أراك الله } ( النساء : 105 ) يعني : بما علمك الله ، ونظيرها : { ولما يعلم الله } ( آل عمران : 142 ) يعني : يرى الله ، ونظيرها أيضا : { ويرى الذين أوتوا العلم } ( سبأ : 6 ) يعني : ويعلم ، ونظيرها : { فليعلمن الله الذين صدقوا } ، يعني :وليرين الله ، { وليعلمن الكاذبين } ( العنكبوت : 3 ) ، يعني : ويرى . { وأرنا مناسكنا } فنصلي لك ، { وتب علينا } ، يعني : إبراهيم وإسماعيل أنفسهما ، { إنك أنت التواب الرحيم } ففعل الله عز وجل ذلك به ، فنزل جبريل ، عليه السلام ، فانطلق بإبراهيم صلى الله عليه وسلم إلى عرفات وإلى المشاعر ليريه ويعلمه كيف يسأل ربه ، فلما أراه الله المناسك والمشاعر ، علم أن الله عز وجل سيجعل في ذريتهما أمة مسلمة ، كما سألا ربهما ، فقالا عند ذلك : { ربنا وابعث فيهم } .