وقوله : { واجعلنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ } أي : اجعلنا ثابتين عليه ، أو زدنا منه . قيل : المراد بالإسلام هنا مجموع الإيمان ، والأعمال . وقوله : { وَمِن ذُرّيَّتِنَا } أي : واجعل من ذريتنا ، و«من » للتبعيض ، أو للتبيين . وقال ابن جرير : إنه أراد بالذرية العرب خاصة ، وكذا قال السهيلي . قال ابن عطية : وهذا ضعيف ؛ لأن دعوته ظهرت في العرب وغيرهم من الذين آمنوا به . والأمة : الجماعة في هذا الموضع ، وقد تطلق على الواحد ، ومنه قوله تعالى : { إِنَّ إبراهيم كَانَ أُمَّةً قانتا لِلَّهِ } [ النحل : 120 ] وتطلق على الدين ، ومنه : { إِنَّا وَجَدْنَا ءابَاءنَا على أمة } [ الزخرف : 22 ] وتطلق على الزمان ، ومنه { وادكر بَعْدَ أُمَّةٍ } [ يوسف : 45 ] . وقوله : { وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا } هي من الرؤية البصرية . وقرأ عمر بن عبد العزيز ، وقتادة ، وابن كثير ، وابن محيصن ، وغيرهم : «أرنا » بسكون الراء ، ومنه قول الشاعر :
أرِنَا إدَاوةَ عَبْد الله يَمْلؤُهَا *** مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ إنَّ القَوْمَ قَدْ ظَمِئوا
والمناسك جمع نسك ، وأصله في اللغة : الغسل ، يقال : نسك ثوبه : إذا غسله . وهو في الشرع : اسم للعبادة ، والمراد هنا : مناسك الحج . وقيل مواضع الذبح . وقيل : جميع المتعبدات . وقوله : { وَتُبْ عَلَيْنَا } قيل : المراد بطلبهما للتوبة : التثبيت ؛ لأنهما معصومان لا ذنب لهما . وقيل : المراد : تب على الظلمة منا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.