تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَا قَبۡلَكَ مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ إِلَّآ إِنَّهُمۡ لَيَأۡكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَيَمۡشُونَ فِي ٱلۡأَسۡوَاقِۗ وَجَعَلۡنَا بَعۡضَكُمۡ لِبَعۡضٖ فِتۡنَةً أَتَصۡبِرُونَۗ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرٗا} (20)

{ وما أرسلنا قبلك من المرسلين } لقول كفار مكة للنبي صلى الله عليه وسلم : أنه يأكل الطعام ويمشي في الأسواق { إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق وجعلنا بعضكم لبعض فتنة } ابتلينا بعضا ببعض ، ذلك حين أسلم أبو ذو الغفاري ، رضي الله عنه ، وعبد الله بن مسعود ، وعمار بن ياسر ، وصهيب ، وبلال ، وخباب بن الأرت ، وجبر مولى عامر بن الحضرمي ، وسالم مولى أبي حذيفة ، والنمر بن قاسط ، وعامر بن فهيرة ، ومهجع بن عبد الله ، ونحوهم من الفقراء ، فقال أبو جهل ، وأمية ، والوليد ، وعقبة ، وسهيل ، والمستهزئون من قريش : انظروا إلى هؤلاء الذين اتبعوا محمدا صلى الله عليه وسلم من موالينا وأعواننا رذالة كل قبيلة فازدروهم ، فقال الله تبارك وتعالى لهؤلاء الفقراء من العرب والموالى : { أتصبرون } ؟ على الأذى والاستهزاء { وكان ربك بصيرا } آية ، أن تصبروا ، فصبروا ولم يجزعوا ، فأنزل الله عز وجل فيهم : { إني جزيتهم اليوم بما صبروا } على الأذى والاستهزاء من كفار قريش { أنهم هم الفائزون } [ المؤمنون :111 ] يعنى الناجين من العذاب .