قوله عز وجل : { وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ المرسلين } جواباً لقولهم : { مَا لهذا الرسول يَأْكُلُ الطعام } { إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطعام وَيَمْشُونَ فِى الاسواق } يعني : كانت الرسل من الآدميين ، ولم يكونوا من الملائكة عليهم السلام . ثم قال : { وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ } يقول : ابتلينا بعضكم ببعض ، الفقير بالغني ، والضعيف بالقوي ، وذلك أن الشريف إذا رأى الوضيع قد أسلم ، أنف عن الإسلام . وقال : أأسلم ، فأكون مثل هذا ، فثبت على دينه حمية . يقول الله تعالى للشريف : { أَتَصْبِرُونَ } أن تكونوا شرعاً ، سواء في الدين { وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً } أي عالماً بمن يؤمن ، ومن لا يؤمن ، ويقال : { جَعَلْنَا *** بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً } يعني بلية الغني للفقير ، والقوي للضعيف ، لأن ضعفاء المسلمين وفقراءهم ، إذا رأوا الكفار في السعة والغنى ، يتأذون منهم ، وكان في ذلك بلية لهم ، فقال تعالى : { أَتَصْبِرُونَ } اللفظ لفظ الاستفهام ، والمراد به الأمر ، يعني : اصبروا كقوله : { أَفَلاَ يَتُوبُونَ إلى الله وَيَسْتَغْفِرُونَهُ والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ المائدة : 74 ] يعني : توبوا إلى الله . ويقال : أهل النعم بلية لأهل الشدة ، لأن أهل الشدة إذا رأوا أهل النعمة تنغص عيشهم ، فأمرهم الله تعالى بالصبر .
وذكر عن بعض المتقدمين أنه كان إذا رأى غنياً من الأغنياء . يقول : نصبر يا رب نصبر يا رب ، أراد جواباً لقوله تعالى : { أَتَصْبِرُونَ } { وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً } يعني : عالماً بمن يصلح له الغنى والفقر ويقال : { وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً } يعني : عالماً بثواب الصابرين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.