تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{۞إِذۡ تُصۡعِدُونَ وَلَا تَلۡوُۥنَ عَلَىٰٓ أَحَدٖ وَٱلرَّسُولُ يَدۡعُوكُمۡ فِيٓ أُخۡرَىٰكُمۡ فَأَثَٰبَكُمۡ غَمَّۢا بِغَمّٖ لِّكَيۡلَا تَحۡزَنُواْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمۡ وَلَا مَآ أَصَٰبَكُمۡۗ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (153)

{ إذ تصعدون } من الوادي إلى أحد ، { ولا تلوون على أحد } ، يعني بأحد النبي صلى الله عليه وسلم { والرسول يدعوكم في أخراكم } ، يعني يناديكم من ورائكم : يا معشر المؤمنين ، أنا رسول الله ، ثم قال : { فأثابكم غما بغم } ، وذلك أنهم كانوا يذكرون فيما بينهم بعد الهزيمة ما فاتهم من الفتح والغنيمة ، وما أصابهم بعد ذلك من المشركين ، وقتل إخوانهم ، فهذا الغم الأول ، والغم الآخر إشراف خالد بن الوليد عليهم من الشعب في الخيل ، فلما أن عاينوه ذعرهم ذلك وأنساهم ما كانوا فيه من الغم الأول والحزن ، فذلك قوله سبحانه : { لكيلا تحزنوا على ما فاتكم } من الفتح والغنيمة ، { ولا ما أصابكم } من القتل والهزيمة ، { والله خبير بما تعملون } .