تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{لَّـٰكِنِ ٱلرَّـٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ مِنۡهُمۡ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَۚ وَٱلۡمُقِيمِينَ ٱلصَّلَوٰةَۚ وَٱلۡمُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ أُوْلَـٰٓئِكَ سَنُؤۡتِيهِمۡ أَجۡرًا عَظِيمًا} (162)

ثم ذكر مؤمني أهل التوراة ، فقال سبحانه : { لكن الراسخون في العلم منهم } ، وذلك أن عبد الله بن سلام وأصحابه ، قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : إن اليهود لتعلم أن الذي جئت به حق ، وأنك لمكتوب عندهم في التوراة ، فقالت اليهود : ليس كما تقولون ، وإنهم لا يعلمون شيئا ، وإنهم ليغرونك ويحدثونك بالباطل ، فقال الله عز وجل : { لكن الراسخون في العلم } ، منهم يعني المتدارسين علم التوراة ، يعني ابن سلام وأصحابه ، { منهم } ، يعني من اليهود ، { والمؤمنون } ، يعني أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من غير أهل الكتاب ، { يؤمنون بما أنزل إليك } من القرآن ، { وما أنزل من قبلك } من الكتب على الأنبياء : التوراة والإنجيل .

ثم نعتهم ، فقال سبحانه : { والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة } ، يعني المعطون الزكاة ، { والمؤمنون بالله واليوم الآخر } أنه واحد لا شريك له ، والبعث الذي فيه جزاء الأعمال ، { أولئك سنؤتيهم أجرا } ، يعني جزاء { عظيما } .