قوله : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ ) الآية [ 69 ] .
والمعنى : أن الله تعالى : أكد على النبي في تبليغ ما أنزل إليه من ربه ، لأنه كان يرفق( {[17162]} ) بالناس في أول الإسلام وابتدائه( {[17163]} ) ، فأمر بالاجتهاد في التبليغ( {[17164]} ) .
وقوله : ( وَإِن لَّم تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتِهِ ) أي : إن تركت آية وكتمتها( {[17165]} ) ، لم تبلغ رسالته( {[17166]} ) ، قاله ابن عباس( {[17167]} ) . وقيل : المعنى : إن ( لم )( {[17168]} ) تبلغ ذلك معلناً ، غير مُتَوَقّ أمراً( {[17169]} ) ، فما بلغت( {[17170]} ) ، وهو مثل قوله ( فَاصْدَعْ بِمَا تُومَرُ )( {[17171]} ) .
وقوله : ( وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) أي : أمره( {[17172]} ) تعالى بالتبليغ ، وأخبره بالعصمة من الناس( {[17173]} ) .
قال ابن جبير : لما( {[17174]} ) نزلت ( وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تحرسوني ، فإنّ ربي قد عصمني( {[17175]} ) . وكان ناس من أصحابه يتعقبونه( {[17176]} ) في الليل( {[17177]} ) ، فلما نزلت ( وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) ، قال : يا أيها " الناس " ( {[17178]} ) إِلْحَقُوا بملاحقكم ، فإن الله قد عصمني من الناس( {[17179]} ) . وروي أن النبي كان إذا نزل منزلاً ، اختار( {[17180]} ) له أصحابه شجرة يقيل( {[17181]} ) تحتها ، فأتاه أعرابي( {[17182]} ) فخرط( {[17183]} ) سيفه ثم قال : من يمنعك مني ؟ فقال النبي : الله ، فرعدت( {[17184]} ) يد الأعرابي وسقط السيف من يده ، وضرب برأسه الشجرة حتى ( انْتَثَرَ( {[17185]} ) ) دماغه ، فأنزل الله ( وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )( {[17186]} ) . وقيل : كان " النبي " صلى الله عليه( {[17187]} ) يخاف قريشاً ، فلما نزلت هذه الآية ، استلقى ثم قال : من شاء فَلْيَخْذُلني( {[17188]} ) ، مرَّتين أو ثلاثاً( {[17189]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.