{ أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم قال الكافرون إن هذا لسحر مبين 2 } .
{ أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم } الهمزة لإنكار العجب والتعجب منه ، وإنما أنكر ذلك لكون سنة الله جارية أبدا على هذا الأسلوب في الإيحاء إلى الرجال ، وإنما كان تعجبهم لبعدهم عن مقامه ، وعدم مناسبة حالهم لحاله ومنافاة ما جاء به لما اعتقدوه و ( القدم ) بمعنى السبق مجازا ، لكونه سببه وآلته ، كما تطلق ( اليد ) على النعمة ، و ( العين ) على الجاسوس ، و ( الرأس ) على الرئيس . ثم إن السبق مجاز عن الفضل والتقدم المعنوي إلى المنازل الرفيعة ، فهو مجاز بمرتبتين أو ( القدم ) بمعنى المقام ، ك { مقعد صدق } {[4707]} بإطلاق الحال وإرادة المحل ، وإضافته إلى الصدق من إضافة الموصوف إلى الصفة . وأصله ( قدم صدق ) أي محققة مقررة . وفيه مبالغة لجعلها عين الصدق ، وتنبيه على أنهم إنما نالوا ما نالوا بصدقهم ، ظاهرا وباطنا .
قال في ( الانتصاف ) ولم يرد في سابقة السوء تسميتها ( قدما ) إما لأن المجاز لا يطرد ، وإما أن يكون مطردا ، ولكن غلب العرف على قصرها ، كما يغلب في الحقيقة .
{ قال الكافرون } وهم المتعجبون { إن هذا } أي الكتاب الحكيم { لسحر مبين } أي ظاهر وقرئ { لساحر } على أن الإشارة إلى الرسول صلوات الله عليه . وهو دليل عجزهم واعترافهم ، وإن كانوا كاذبين في تسميته سحرا ، وذلك لأن التعجب أولا ، ثم التكلم بما هو معلوم الانتفاء قطعا ، حتى نفس المعارض ، دأب العاجز المفحم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.