وقوله عز وجل : { أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا } [ يونس : 2 ] .
قال ابن عباس وغيره : سبب هذه الآية استبعاد قُرَيْش أَنْ يبعث اللَّه بشراً رسولاً ، والقَدَمُ هنا مَا قُدِّم ، واختلف في المراد بها هاهنا ، فقال ابنُ عبَّاس ومجاهد والضحاك وغيرهم : هي الأعمال الصَّالحات من العبادات . وقال الحسن بن أبي الحسن وقتادة : هي شَفَاعة محمَّد صلى الله عليه وسلم ، وقال ابن عباس أيضاً وغيره : هي السعادةُ السَّابقة لهم في اللَّوْح المحفوظ ، وهذا أليق الأقْوَالِ بالآية ؛ ومن هذه اللفظة قَوْلُ حَسَّان رضي اللَّه عنه : [ الطويل ]
لَنَا القَدَمُ العُلْيَا إِلَيْكَ وَخَلْفَنَا *** لَا وَلَنَا في طَاعَةِ اللَّهِ تَابعُ
ومن هذه اللفظة قوله صلى الله عليه وسلم : ( حَتَّى يَضَعَ الجَبَّارُ فِيهَا قَدَمَهُ ) أيْ ما قَدَّمَ لها ، هذا على أن الجبَّار اسم اللَّه تعالى ، و«الصِّدْق » هنا بمعنى الصَّلاح ، وقال البخاريُّ : قال زَيْدُ بن أسْلَمَ : { قَدَمَ صِدْقٍ } مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم . انتهى .
وقولهم : { إِنَّ هذا لساحر مُّبِينٌ } : إِنما هو بسبب أَنَّه فَرَّق بذلك كلمتهم ، وحَالَ بين القريب وقريبه ، فأشبه ذلك ما يفعله السَّاحر في ظَنِّهم القاصِرِ ؛ فَسَمَّوْه سحراً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.