مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{لَا تَمُدَّنَّ عَيۡنَيۡكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعۡنَا بِهِۦٓ أَزۡوَٰجٗا مِّنۡهُمۡ وَلَا تَحۡزَنۡ عَلَيۡهِمۡ وَٱخۡفِضۡ جَنَاحَكَ لِلۡمُؤۡمِنِينَ} (88)

{ لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ } أي لا تطمح ببصرك طموح راغب فيه متمن له { إلى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ } أصنافاً من الكفار كاليهود والنصارى والمجوس يعني قد أوتيت النعمة العظمى التي كل نعمة وإن عظمت فهي إليها حقيرة وهي القرآن العظيم فعليك أن تستغني به ولا تمدن عينيك إلى متاع الدنيا . وفي الحديث « ليس منا من لم يتغن بالقرآن » وحديث أبي بكر « من أوتي القرآن فرأى أن أحداً أوتي من الدنيا أفضل مما أوتي فقد صغّر عظيماً وعظم صغيراً » { وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ } أي لا تتمن أموالهم ولا تحزن عليهم أنهم لم يؤمنوا فيتقوى بمكانهم الإسلام والمسلمون { واخفض جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ } وتواضع لمن معك من فقراء المؤمنين وطب نفساً عن إيمان الأغنياء