مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{۞أَتَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبِرِّ وَتَنسَوۡنَ أَنفُسَكُمۡ وَأَنتُمۡ تَتۡلُونَ ٱلۡكِتَٰبَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} (44)

والهمزة في { أَتَأْمُرُونَ الناس } للتقرير مع التوبيخ والتعجب من حالهم . { بالبر } أي سعة الخير والمعروف ومنه البر لسعته ، ويتناول كل خير ومنه قولهم «صدقت وبررت » . وكان الأحبار يأمرون من نصحوه في السر من أقاربهم وغيرهم باتباع محمد عليه السلام ولا يتبعونه . وقيل : كانوا يأمرون بالصدقة ولا يتصدقون وإذا أتوا بالصدقات ليفرقوها خانوا فيها . { وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ } وتتركونها من البر كالمنسيات . { وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الكتاب } تبكيت أن تتلون التوراة وفيها نعت محمد عليه السلام أو فيها الوعيد على الخيانة وترك البر ومخالفة القول العمل . { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أفلا تفطنون لقبح ما أقدمتم عليه حتى يصدكم استقباحه عن ارتكابه وهو توبيخ عظيم .