{ أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون } : قال قتادة : . . كان بنوا إسرائيل يأمرون الناس بطاعة الله وبتقواه ويخالفون ، فعيرهم الله عز وجل قال أبوا الدرداء : لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في ذات الله ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشد مقتا والاستفهام هنا ليس على بابه- إذ أصله طلب الفهم – لكنه ربما يراد به التعجيب والتقبيح لمخالفة القول العمل والبر : مجامع الخير ، فقد بين القرآن جوانب منه في الآية الكريمة { . . . ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والنبيين وآتَى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون }{[251]} { وتنسون } : تتركون والأنفس جمع نفس وهي الروح بدليل قول الله تعالى : { الله يتوفى الأنفس . . . }{[252]} أي الأرواح وأصل التلاوة : الإتباع وسمي القارئ تاليا ربما لأنه يتبع بعض الكلام ببعض . وأصل العقل : المنع ثم استعمل في الدلالة على الإدراك والقوة التي يتأتى بها الفهم قال الزجاج : العاقل من عمل بما أوجب الله عليه فمن لم يعمل فهو جاهل روى الإمام مسلم في صحيحه عن أسامة بن زيد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقطاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى فيجتمع إليه أهل النار فيقولون يا فلان ما تلك ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فيقول بلى قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه{[253]} وأنهى عن المنكر وآتيه ) وهكذا ذم الله تعالى في كتابه قوما يأمرون بأعمال البر ولا يعملون بها ولقد نهى سبحانه أن يخالف عمل المسلم قوله وجعل هذا التخالف من عظائم موجبات سخطه فقال جل وعز : { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون }{[254]} وعلمنا- تقدست أسماؤه- أن المصطفين الأخيار كانوا يقيمون الحجة على أقوامهم بأنهم إنما يدعون إلى سنن استقامت عليه أنبياؤهم فيقول شعيب عليه السلام لقومه : { . . وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت . . }{[255]} وسبيل الدعاة أن يتجردوا مخلصين لدعوتهم وأن يستقيموا على المنهاج{[256]} الذي يرتضونه لجماعتهم ، فقد بين الكتاب الحكيم كيف جاء صاحب القرية بالسلطان المبين على القوم المكذبين إذ قال : { . . . يا قوم اتبعوا المرسلين{[257]} . اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون }{[258]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.