مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{أَوَمَن كَانَ مَيۡتٗا فَأَحۡيَيۡنَٰهُ وَجَعَلۡنَا لَهُۥ نُورٗا يَمۡشِي بِهِۦ فِي ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُۥ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ لَيۡسَ بِخَارِجٖ مِّنۡهَاۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلۡكَٰفِرِينَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (122)

{ مَيْتًا } مدني { وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي الناس } مستضيئاً به والمراد به اليقين { كَمَن مَّثَلُهُ } أي صفته { فِي الظلمات } أي خابط فيها { لَيْسَ بِخَارِجٍ مّنْهَا } لا يفارقها ولا يتخلص منها وهو حال . قيل : المراد بهما حمزة وأبو جهل . والأصح أن الآية عامة لكل من هداه الله ولكل من أضله الله ، فبين أن مثل المهتدي مثل الميت الذي أحيي وجعل مستضيّئاً يمشي في الناس بنور الحكمة والإيمان ، ومثل الكافر مثل من هو في الظلمات التي لا يتخلص منها { كذلك } أي كما زين للمؤمن إيمانه { زُيّنَ للكافرين } بتزيين الله تعالى كقوله { زَيَّنَّا لَهُمْ أعمالهم } [ النمل : 4 ] { مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } أي أعمالهم .