بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَوَمَن كَانَ مَيۡتٗا فَأَحۡيَيۡنَٰهُ وَجَعَلۡنَا لَهُۥ نُورٗا يَمۡشِي بِهِۦ فِي ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُۥ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ لَيۡسَ بِخَارِجٖ مِّنۡهَاۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلۡكَٰفِرِينَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (122)

ثم قال :

{ أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فأحييناه } يعني من كان ضالاً كافراً فهديناه إلى الإسلام والتوحيد { وجعلنا له نوراً يمشي في الناس } يعني : أكرمناه بالمعرفة . ويقال : جعلنا له إيماناً يهتدي به سبيل الخيرات ، والنجاة { يمشي به في الناس } يعني : مع المؤمنين . ويقال : أعطيناه نوراً يوم القيامة يمشي به على الصراط مع المؤمنين . لا يكن حاله { كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظلمات } يعني : كمن قدر عليه الكفر ونزل في الكفر مخذولاً { لَيْسَ بِخَارِجٍ مّنْهَا } يعني : ليس براجع منها . يعني : ليسا بسواء . قال الكلبي : نزلت في عمار بن ياسر يعني ليس حاله بحال الكفار . وقال مقاتل : يعني به النبي صلى الله عليه وسلم ليس مثل أبي جهل بن هشام الذي بقي في الكفر . ويقال : يعني جميع المؤمنين ليس حالهم كحال الكفار . قرأ نافع { أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا } بالتشديد ، وقرأ الباقون بالتخفيف ، ومعناهما واحد .

ثم قال : { كَذَلِكَ زُيّنَ للكافرين مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } يعني : هكذا نعاقب من اختار الكفر على الإيمان فنختم على قلبه مجازاة لكفره .