جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَوَمَن كَانَ مَيۡتٗا فَأَحۡيَيۡنَٰهُ وَجَعَلۡنَا لَهُۥ نُورٗا يَمۡشِي بِهِۦ فِي ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُۥ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ لَيۡسَ بِخَارِجٖ مِّنۡهَاۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلۡكَٰفِرِينَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (122)

{ أو من كان ميتا } : بالكفر والجهل ، { فأحييناه } : بالعلم والإيمان ، { وجعلنا له نورا يمشي به في الناس } : يهتدي كيف يسلك{[1519]} وكيف ينصرف والنور القرآن أو الإسلام ، { كمن مثله } : صفته ، { في الظلمات ليس بخارج منها } : بقي على الضلالة لا يفارقها مجال حال من المستكن في الظرف وحاصله أنه كمن إذا وصف يقال له ( في الظلمات ليس بخارج ) ، ف ( في الظلمات ليس بخارج ) خبر مثله على سبيل الحكاية ، والجملة صلة من ، { كذلك } : كما زين للمؤمنين الإيمان ، { زُيّن للكافرين ما كانوا يعملون{[1520]} } قيل : الآية نزلت في حمزة وأبي جهل ، أو في عمر وأبي جهل ، أو في عمار بن ياسر وأبي جهل .


[1519]:في الأصل: يسالك، وما ذكرناه هو المناسب لاسيما أن العبارة في تفسير ابن كثير 2/173: (أي يهتدي كيف يسلك وكيف يتصرف به...).
[1520]:ولما مر أن لكل نبي عدوًّا وهم شياطين الإنس والجن وقد قر في الأذهان أن عدو عظيم القدر لا يكون إلا عظيما مثله ليحكي عنه مكره من فعله، وقوله وعلم أن هذا ليس خاصا بنبينا –صلى الله عليه وسلم–، بل لكل نبي عدوا أراد أن يبين أن لكل قرية حال كحال قرية نبينا أم القرى، فقال (وكذلك جعلنا في كل قرية)/الآية 12 وجيز.