تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{قَالَ لَقَدۡ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعۡجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِۦۖ وَإِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلۡخُلَطَآءِ لَيَبۡغِي بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٍ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَقَلِيلٞ مَّا هُمۡۗ وَظَنَّ دَاوُۥدُ أَنَّمَا فَتَنَّـٰهُ فَٱسۡتَغۡفَرَ رَبَّهُۥ وَخَرَّۤ رَاكِعٗاۤ وَأَنَابَ۩} (24)

الخلطاء : الشركاء .

فتنّاه : ابتليناه .

خر : سقط على وجهه .

راكعا : ساجداً لربه .

وأناب : رجع إلى ربه .

قال داود قبل أن يسمع كلام الخصم الآخر : لقد ظلمك يا هذا ، حين طلب ضمَّ نعجتك إلى نعاجه ، إن كثيراً من الشركاء والمتخالطين ليجور بعضهم على بعض ، { إِلاَّ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات } ولكنهم قلة نادرة .

{ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ } : وعرف داود أن الأمر ما هو إلا امتحان من الله ، فطلب المغفرة ، وخرّ ساجدا لله ، وأناب إليه بالتوبة .

وهنا عند قوله فخرّ راكعاً وأناب موضع سجدة .

نقل كثير من المفسرين ما جاء في التوراة ، من أن داود كان يحب امرأة أُوريا الحثّين وأنه أرسله إلى الحرب حتى قُتل ثم تزوجها ، ولم يثبت عندنا في الأثرِ شيء من هذا ، ولذلك يجب أن نكون على حذر من هذه الأمور ، فإن التوراة قد حُرِّفت من الدفة إلى الدقة كما يقول « لوثر » وغيره ، وكما نص القرآن الكريم .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{قَالَ لَقَدۡ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعۡجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِۦۖ وَإِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلۡخُلَطَآءِ لَيَبۡغِي بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٍ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَقَلِيلٞ مَّا هُمۡۗ وَظَنَّ دَاوُۥدُ أَنَّمَا فَتَنَّـٰهُ فَٱسۡتَغۡفَرَ رَبَّهُۥ وَخَرَّۤ رَاكِعٗاۤ وَأَنَابَ۩} (24)

قوله : { قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ } قال داود للخصم المتظلِّم من صاحبه : لقد ظلمك صاحبك هذا بسؤال امرأتك الواحدة إلى التسع والتسعين من نسائه .

قوله : { وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ } { الْخُلَطَاءِ } جمع خليط ، وهو لشريك أو الصاحب يعني : وإن كثيرا من الشركاء أو الأصحاب يتعدى بعضهم على بعض أو يظلم بعضهم بعضا { إِلاَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } فإن المتقين الذين يخشون الله ولا يبرح قلوبهم الخوف من جلاله وعظيم سلطانه لا يظلمون الناس { وَقَلِيلٌ مَا هُمْ } { همْ } ، مبتدأ . { وَقَلِيلٌ } ، خبره . و { مَا } زائدة ؛ أي وقليل هم الذين لا يبغون .

قوله : { وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ } يعني أيقن داود بعد الذكرى أنما ابتلاه ربه بذلك { فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ } سأل الله أن يغفر له الذنب { وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ } أي سقط ساجدا لله منيبا إليه خاشعا متذللا .