تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُواْ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَذَٰلِكَ دِينُ ٱلۡقَيِّمَةِ} (5)

حنفاء : مفردها حنيف ، وهو المائل عن الشِرك المؤمنُ الخالص الإيمان .

لماذا لم يُؤمنوا بهذا النبيّ الكريم الذي يَعرفونه حقَّ المعرفة ، مع أنه ما أَمَرَهُم إلا بعبادة الله وحدَه مخلِصين له الدينَ حُنفاء مستقيمين على الحق ، وأن يُحافِظوا على الصلاة ، ويؤدوا الزكاة . . وهذه الأوامر السامية هي دينُ الإسلام ، دينُ الملّة المستقيمة ! ؟

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُواْ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَذَٰلِكَ دِينُ ٱلۡقَيِّمَةِ} (5)

شرح الكلمات :

{ وما أمروا } : أي في كتبهم التوراة والإنجيل .

{ حنفاء } : أي مائلين عن الأديان كلها إلى دين الإسلام .

{ دين القيمة } : أي دين الملة القيمة أي المستقيمة .

المعنى :

في حين أنهم ما أمروا في كتبهم وعلى ألسنة رسلهم ، وكذا في القرآن وعلى لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ، أي مائلين عن الأديان كلها إلى دين الإِسلام ، ويقيموا الصلاة بأن يؤدوها في أوقاتها بشروطها وأركانها وآدابها ، ويؤتوا الزكاة التي أوجب الله في الأموال لصالح الفقراء والمساكين . { وذلك دين القيمة } أي وهذا هو دين الملة القيمة المستقيمة الموصلة للعبد إلى رضا الرب وجنات الخلد بعد إنجائه من العذاب والغضب .

الهداية :

- مما يؤخذ على اليهود والنصارى أنهم في كتبهم مأمورون بعبادة الله تعالى وحده والكفر بالشرك مائلين عن كل دين إلى دين الإِسلام ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فما بالهم لما جاءهم الإِسلام بمثل ما أمروا به كفروا به وعادوه . والجواب أنهم لما انحرفوا عز عليهم أن يستقيموا لما ألفوا من الشرك والضلالة والباطل .

- بيان أن الملَّة القيمة والدين المنجي من العذاب المحقق للإسعاد والكمال ما قام على أساس عبادة الله وحده وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة والميل عن كل دين إلى هذا الدين الإِسلامي .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُواْ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَذَٰلِكَ دِينُ ٱلۡقَيِّمَةِ} (5)

فما أمروا في سائر الشرائع إلا أن يعبدوا { اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } أي : قاصدين بجميع عباداتهم الظاهرة والباطنة وجه الله ، وطلب الزلفى لديه ، { حُنَفَاءَ } أي : معرضين [ مائلين ] عن سائر الأديان المخالفة لدين التوحيد . وخص الصلاة والزكاة [ بالذكر ] مع أنهما داخلان في قوله { لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ } لفضلهما وشرفهما ، وكونهما العبادتين اللتين من قام بهما قام بجميع شرائع الدين .

{ وَذَلِكَ } أي التوحيد والإخلاص في الدين ، هو { دِينُ الْقَيِّمَةِ } أي : الدين المستقيم ، الموصل إلى جنات النعيم ، وما سواه فطرق موصلة إلى الجحيم .