الأولى- قوله تعالى : { وما أمروا } أي وما أمر هؤلاء الكفار في التوراة والإنجيل { إلا ليعبدوا الله } أي ليوحدوه . واللام في { ليعبدوا } بمعنى " أن " ، كقوله : { يريد الله ليبين{[16262]} لكم } [ النساء : 26 ] أي أن يبين . و{ يريدون ليطفئوا نور الله }{[16263]} [ الصف : 8 ] . و{ أمرنا لنسلم لرب العالمين }{[16264]} [ الأنعام : 71 ] . وفي حرف عبد الله : " وما أمروا إلا أن يعبدوا اللّه " . { مخلصين له الدين } أي العبادة ، ومنه قوله تعالى : { قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين }{[16265]} [ الزمر : 11 ] . وفي هذا دليل على وجوب النية في العبادات ، فإن الإخلاص من عمل القلب ، وهو الذي يراد به وجه اللّه تعالى لا غيره .
الثانية- قوله تعالى : { حنفاء } أي مائلين عن الأديان كلها ، إلى دين الإسلام ، وكان ابن عباس يقول : حنفاء : على دين إبراهيم عليه السلام . وقيل : الحنيف : من اختتن وحج . قاله سعيد بن جبير . قال أهل اللغة : وأصله أنه تحنف إلى الإسلام ، أي مال إليه .
الثالثة- { ويقيموا الصلاة } أي بحدودها في أوقاتها . { ويؤتوا الزكاة } أي يعطوها عند محلها . { وذلك دين القيمة } أي ذلك الدين الذي أمروا به دين القيامة ، أي الدين المستقيم . وقال الزجاج : أي ذلك دين الملة المستقيمة . و{ القيمة } : نعت لموصوف محذوف . أو يقال : دين الأمة القيمة بالحق ، أي القائمة بالحق . وفي حرف عبد الله " وذلك الدين القيم " . قال الخليل : " القيمة " جمع القيم ، والقيم والقائم : واحد . وقال الفراء : أضاف الدين إلى القيمة وهو نعته ، لاختلاف اللفظين . وعنه أيضا : هو من باب إضافة الشيء إلى نفسه ، ودخلت الهاء للمدح والمبالغة . وقيل : الهاء راجعة إلى الملة أو الشريعة . وقال محمد بن الأشعث ، الطالقاني : " القيمة " ها هنا : الكتب التي جرى ذكرها ، والدين مضاف إليها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.