ثم قال تعالى ذكره : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الذين حنفاء } .
أي : وما أمر( {[76930]} ) أهل الكتاب إلا ليعبدوا الله وحده مفردين( {[76931]} ) له بالطاعة لا يخلطونها بشرك ، فأشركت اليهود بربها فقالت : { عزيز ابن الله }( {[76932]} ) ، وأشركت النصاري [ فقالت : { المسيح( {[76933]} ) ابن الله }( {[76934]} ) .
وجحد جميعهم نبوة محمدy( {[76935]} ) .
ومعنى " حنفاء : مائلين عن كل دين إلى( {[76936]} ) دين الإسلام . أي : وما تفرق اليهود والنصاري في أمر محمد فكذبوا به إلا بعدما جاءهم( {[76937]} ) ببيا .
قال( {[76938]} ) ابن عباس : { مخلصين له الدين حنفاء } ، يقول : حجاجا( {[76939]} ) مسلمين ، ( يقول )( {[76940]} ) : ليحجوا ويقيموا( {[76941]} ) الصلاة [ ويؤتوا ]( {[76942]} ) الزكاة( {[76943]} ) .
قال قتادة : " [ الحنيفية ]( {[76944]} ) الختان ، وتحريم الأمهات والبنات( {[76945]} ) والأخوات والعمات والخالات ، والمناسك " ( {[76946]} ) .
وقال الضحاك : هو الحج( {[76947]} ) .
واصل الحنف في اللغة : الميل ، فقيل( {[76948]} ) للمائل عن الأديان إلى دين الإسلام ميلا لا خلل فيه : " حنيف " ( {[76949]} ) وقد تقدم ذكره( {[76950]} ) .
وقال الفراء : اللام في " ليعبدوا " لام " أن " ( {[76951]} ) ، وهي لام " كي " عند البصريين ، أي أمروا بهذا كي يعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء( {[76952]} ) .
" مخلصين " و " حنفاء " نصب على الحال( {[76953]} ) .
ثم قال : { ويقيموا الصلواة ويوتوا الزكواة } .
أي : وأمروا بإقامة الصلاة المفروضة وإيتاء الزكاة المفروضة( {[76954]} ) فعل ذلك لله لا يريدون به غير الله( {[76955]} ) .
روى( {[76956]} ) ابن وهب –( يرفعه )( {[76957]} ) إلى أبي تمامة( {[76958]} )- قال : [ قال ]( {[76959]} ) الحواريون لعيسى( {[76960]} ) : أخبرنا من المخلص لله . قال : الذي يعمل ( لله )( {[76961]} ) ، لا يحب أن يحمده الناس عليه ، قالوا : فمن( {[76962]} ) الناصح لله ؟ قال : الذي يبدأ/ بحق الله قبل حق الناس ، ويؤثر حق الله على حق الناس ، وإذا عرض له ( أمران )( {[76963]} ) أمر الدنيا وأمر الآخر بدأ بأمر الآخر ، ثم تفرغ( {[76964]} ) لأمر الدنيا( {[76965]} ) .
ثم قال : { وذلك دين القيمة } .
أي : وهذا الذي أمروا به هو دين المهلة المستقيمة ودين الجماعة المستقيمة لا يتم( {[76966]} ) دين الإسلام إلا بذلك .
وهذا نص واضح على أن الإيمان( {[76967]} ) قول وعمل بخلاف ما قله المرجئة أن الإيمان قول لا غير ، وقد قال تعالى : " { إن الدين عند الله الإسلام } " ( {[76968]} ) ، وبين هاهنا( {[76969]} ) أن أقام الصلاة وإيتاء الزكاة وإخلاص العمل لله هو الدين( {[76970]} ) المستقيم العادل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.