تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَرۡفَعُوٓاْ أَصۡوَٰتَكُمۡ فَوۡقَ صَوۡتِ ٱلنَّبِيِّ وَلَا تَجۡهَرُواْ لَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ كَجَهۡرِ بَعۡضِكُمۡ لِبَعۡضٍ أَن تَحۡبَطَ أَعۡمَٰلُكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تَشۡعُرُونَ} (2)

لا ترفعوا أصواتكم : غضّوها وتكلموا بهدوء ولين .

ثم أدّبهم في الآية الثانية في الحديث والخطاب مع رسول الله ، وأن يوقّروه ،

فلا يرفعوا أصواتَهم فوق صوت النبي إذا تكلم ، بل يخفَضوها ولا يتكلّموا معه كما يتكلم بعضهم مع بعض . وأن يتأدبوا في مخاطبته فلا تقولوا : يا محمد ، بل قولوا : يا نبيّ الله ، أو يا رسول الله ، وبكل إجلال وتعظيم ، حتى لا تبطُل أعمالكم وأنتم لا تشعرون .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَرۡفَعُوٓاْ أَصۡوَٰتَكُمۡ فَوۡقَ صَوۡتِ ٱلنَّبِيِّ وَلَا تَجۡهَرُواْ لَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ كَجَهۡرِ بَعۡضِكُمۡ لِبَعۡضٍ أَن تَحۡبَطَ أَعۡمَٰلُكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تَشۡعُرُونَ} (2)

ثم قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ } وهذا أدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في خطابه ، أي : لا يرفع المخاطب له ، صوته معه ، فوق صوته ، ولا يجهر له بالقول ، بل يغض الصوت ، ويخاطبه بأدب ولين ، وتعظيم وتكريم ، وإجلال وإعظام ، ولا يكون الرسول كأحدهم ، بل يميزوه في خطابهم ، كما تميز عن غيره ، في وجوب حقه على الأمة ، ووجوب الإيمان به ، والحب الذي لا يتم الإيمان إلا به ، فإن في عدم القيام بذلك ، محذورًا ، وخشية أن يحبط عمل العبد وهو لا يشعر ، كما أن الأدب معه ، من أسباب [ حصول الثواب و ] قبول الأعمال .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَرۡفَعُوٓاْ أَصۡوَٰتَكُمۡ فَوۡقَ صَوۡتِ ٱلنَّبِيِّ وَلَا تَجۡهَرُواْ لَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ كَجَهۡرِ بَعۡضِكُمۡ لِبَعۡضٍ أَن تَحۡبَطَ أَعۡمَٰلُكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تَشۡعُرُونَ} (2)

قوله : { ياأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي } ذلكم أدب ثان خليق بالمؤمنين أن يتأدبوا به لدى خطاب بعضهم بعضا في حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فلا يصخبون أمامه ولا يعلو صياحهم بل يتكلمون في أدب جم واستحياء بالغ واحترام له عظيم . وقد روي أن الآية نزلت في الشيخين أبي بكر وعمر ( رضي الله عنهما ) فقد روى البخاري بإسناده عن ابن أبي مليكة قال : كاد الخيّران أن يهلكا : أبو بكر وعمر ( رضي الله عنهما ) رفعا أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم عليه ركب بني تميم ، فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس ، وأشار الآخر برجل آخر . فقال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما : ما أردت إلا خلافي . قال : ما أردت خلافك . فارتفعت أصواتهما في ذلك فنزلت الآية فيهما ، فما كان عمر ( رضي الله عنه ) يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية حتى يستفهمه .

والمعنى : لا تتجهموا رسول الله صلى الله عليه وسلم بغليظ الخطاب ولاتتصايحوا أمامه في صخب وتتنادوا بالأصوات العالية من غير حاجة { ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض } الكاف في { كجهر } في موضع نصب صفة لمصدر محذوف . والتقدير : لا تجهروا له جهرا كجهر بعضكم لبعض{[4280]} أي لا تنادوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ينادي بعضكم بعضا ، وذلك بقولكم : يا محمد ، يا محمد . ولكن قولوا في أدب وتوقير وتبجيل وتواضع : يا رسول الله ، يا نبي الله ، وأن لا تعلو أصواتكم في النداء فوق ما يحتاجه السامع للسماع { أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون } أي لأن تبطل أعمالكم وقيل : لئلا تبطل أعمالكم فلا يكون لكم عليها أجر ولا جزاء ، وذلك برفعكم أصواتكم فوق صوت النبي ، وجهركم له بالقول كجهر بعضكم لبعض وأنتم لا تعلمون ولا تدرون .


[4280]:البيان لابن الأنباري ج2ص382