التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَرۡفَعُوٓاْ أَصۡوَٰتَكُمۡ فَوۡقَ صَوۡتِ ٱلنَّبِيِّ وَلَا تَجۡهَرُواْ لَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ كَجَهۡرِ بَعۡضِكُمۡ لِبَعۡضٍ أَن تَحۡبَطَ أَعۡمَٰلُكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تَشۡعُرُونَ} (2)

قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي . . . }

قال البخاري : حدثنا يَسَرَة بن صفوان بن جميل اللخمي ، حدثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال : كدا الخيِّران أن يَهلكا أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ، رفعا أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم عليه ركب بني تميم ، فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس أخي بني مجاشع ، وأشار الآخر برجل آخر- قال نافع : لا أحفظ اسمه- فقال أبو بكر لعمر : ما أردت إلا خلافي ، قال ما أردتُ خلافك ، فارتفعت أصواتهما في ذلك ، فأنزل الله { يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم } الآية . قال ابن الزبير : فما كان عمر يُسمع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية حتى يستفهمه ، ولم يذكر ذلك عن أبيه . يعني أبا بكر .

( الصحيح 8/454- ك التفسير- سورة الحجرات ، ب ( الآية ) ح 4845 ) .

قال مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة . حدثنا الحسن بن موسى . حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك ، أنه قال : لمَّا نزلت هذه الآية : يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي } إلى آخر الآية . جلس ثابت بن قيس في بيته وقال : أنا من أهل النار . واحتبس عن النبي صلى الله عليه وسلم . فسأل النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ فقال : ( يا أبا عمرو  ! ما شأن ثابت ؟ اشتكى ؟ ) . قال سعد : إنه لَجَاري . وما علمتُ له بشكوى . قال فأتاه سعد فذكر له قول رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال ثابت : أنزلت هذه الآية ولقد علمت أني من أرفعكم صوتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنا من أهل النار ، فذكر ذلك سعد للنبي صلى الله عليه وسلم .

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بل هو من أهل الجنة ) .

( صحيح مسلم 1/110- ك الإيمان ، ب مخالفة المؤمن أن يحبط عمله ح 119 ) .

قوله تعالى { ولا تجهرا له بالقول كجهر بعضكم لبعض }

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ، قوله { لا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض } كانوا يجهرون له بالكلام ، ويرفعون أصواتهم ، فوعظهم الله ، ونهاهم عن ذلك .

وانظر سورة النور آية ( 63 ) .