{ يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض } .
يا من تستيقنون بما يتم به الإيمان ! ليكن كلامكم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوت خفيض ، وحديثكم إليه يزينه التكريم والتوقير .
[ وفي هذا دليل على أنهم لم ينهوا عن الجهر مطلقا حتى لا يسوغ لهم إلا أن يكلموه بالهمس والمخافتة ، وإنما نُهوا عن جهر مخصوص مقيد بصفة ، أعني الجهر المنعوت بمماثلة ما قد اعتادوه منهم فيما بينهم ، وهو الخلو من مراعاة أبهة النبوة وجلالة مقدارها ، وانحطاط سائر الرتب . . عن رتبتها .
وليس الغرض برفع الصوت ولا الجهر ما يقصد به الاستخفاف والاستهانة لأن ذلك كفر والمخاطبون مؤمنون ]{[5158]} .
[ والجمهور على أن بين النهيين فرقا-النهي الأول { لا ترفعوا أصواتكم . . } والثاني : { ولا تجهروا له بالقول } . . الأول فيما إذا نطق ونطقوا ، أو أنصت ونطقوا ، في أثناء كلامه فنهوا أن يكون جهرهم باهر الجهر ، والثاني : . . أن لا ينادى وقت الخطاب باسمه أو كنيته كنداء بعضهم لبعض فلا يقال : يا أحمد يا محمد يا أبا القاسم ، ولكن يا نبي الله ، يا رسول الله ]{[5159]} .
مما روى البخاري عن ابن الزبير : كان عمر رضي الله تعالى عنه إذا تكلم عند النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمع كلامه حتى يستفهمه .
وصحح الحاكم عن أبي هريرة قال : قال أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه بعد نزول الآية : والذي أنزل عليك الكتاب يا رسول الله لا أكلمك إلا كأخي السرار حتى ألقى الله تعالى .
{ أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون( 2 ) } .
روى البخاري ومسلم عن أنس : لما نزلت هذه الآية جلس ثابت بن قيس في بيته وقال : أنا من أهل النار ، واحتبس ، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ فقال : " يا أبا عمرو ما شأن ثابت أشتكى " ؟ قال سعد : إنه جاري وما علمت له بشكوى ؛ فأتاه سعد فقال : أنزلت هذه الآية ؛ ولقد علمتم أني أرفعكم صوتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنا من أهل النار ؛ فذكر ذلك سعد للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بل هو من أهل الجنة ) .
[ . . قال بعض نحويي الكوفة : معناه لا تحبط أعمالكم ، وفيه الجزم والرفع إذا وضعت { لا } مكان [ أن ] . . { لا تشعرون } وأنتم لا تعلمون ولا تدرون ]{[5160]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.