قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم } إلى قوله : { عليم حكيم } الآيات [ 2-8 ] .
أي : لا تسابقوه بالكلام وتغلظوا له في الخطاب .
{ ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض }
أي : لا تنادوه باسمه كما ينادي بعضكم بعضا باسمه ، ولكن عظموه ووقروه {[64261]} ونادوه {[64262]} بأشرف ما يحب {[64263]} أن ينادى ، قولوا : يا رسول الله ، يا نبي الله . وهذا كله أمر من الله عز وجل {[64264]} للمؤمنين بتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وإجلاله {[64265]} ، وهو مثل قوله {[64266]} : { لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا } {[64267]} .
روي : أن أبا بكر لما نزلت هذه الآية قال : أقسمت بالله ألا أكلم رسول الله صلى الله عليه {[64268]} وسلم إلا كأخي السرار {[64269]} {[64270]} .
وقد كره جماعة من العلماء رفع الصوت عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وبحضرة العلماء اتباعا لأدب الله عز وجل {[64271]} وتعظيما لرسول الله بعد موته كما كان يحب في حياته ، وتشريفا للعلم ، إذ العلماء ورثة الأنبياء {[64272]} .
وقد روى عبادة {[64273]} بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف بعالمنا " {[64274]} .
وروي : أن هذه الآية نزلت في ثابت بن قيس {[64275]} بن شماس الأنصاري وكان خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم/ في مفاخرة بني تميم للأقرع بن حابس وكان في أذنيه صمم ، فكان إذا تكلم أعلى صوته ، فلما نزلت هذه الآية أقام في منزله ، وخشي أن يكون حبط عمله {[64276]} . فعند ذلك شاكى أبو بكر ألا يكلم النبي صلى الله عليه وسلم {[64277]} إلا كأخي السرار {[64278]} {[64279]} فأنزل الله عز وجل {[64280]} في أبي بكر ومن فعل فعله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.