المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَرۡفَعُوٓاْ أَصۡوَٰتَكُمۡ فَوۡقَ صَوۡتِ ٱلنَّبِيِّ وَلَا تَجۡهَرُواْ لَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ كَجَهۡرِ بَعۡضِكُمۡ لِبَعۡضٍ أَن تَحۡبَطَ أَعۡمَٰلُكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تَشۡعُرُونَ} (2)

تفسير الألفاظ :

{ أن تحبط أعمالكم } أي كراهة أن تحبط . وتحبط أي تبطل . يقال حبط عمله يحبط حبوطا أي بطل .

تفسير المعاني :

ويا أيها المؤمنون لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي وأنتم تكلمونه ، بل اجعلوها أخفض من صوته تأدبا أمامه ، ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ، وقيل معناه لا تخاطبوه باسمه وكنيته كما يخاطب بعضكم بعضا ، وخاطبوه بيا نبي الله أو يا رسول الله كراهة أن تبطل أعمالكم من ارتكابكم هذا التسامح المعيب وأنتم لا تشعرون بحبوطها . نقول : ليس المقصود بهذا التأديب أن يلزموا أمامه ما يلزمه الناس أمام الملوك من الرسوم ، وإنما نقول : المقصود إلزامهم حدودا لا بد منها لحفظ كرامة الوحي ، والموحى إليه .