تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان  
{لَّيۡسَ بِأَمَانِيِّكُمۡ وَلَآ أَمَانِيِّ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِۗ مَن يَعۡمَلۡ سُوٓءٗا يُجۡزَ بِهِۦ وَلَا يَجِدۡ لَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا} (123)

الأماني : ما يتمناه الإنسان ، وغالبا ما تكون خيالاً لا حقيقة .

ولياً : يلي أمره ويدافع عنه .

يقرر سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة قاعدة الإسلام الكبرى في العمل والجزاء ، وهي : أن ميزان الثواب والعقاب ليس موكولاً إلى الأمانّي بل إلى أصل ثابت ، وسنّة لا تتخلّف . إنه قانون تستوي أمامه الأمم ، لا يحابي أحداً ، ولا تُخرق له القاعدة . إن صاحب السوء مجزيّ بالسوء ، وصاحب الحسنة مجزيّ بالحسنة . وليس فضلُ الدين وشرفه ولا نجاة أهله أن يقول القائل منهم : إن ديني أفضل وأكمل ، فالجزاء على قدر العمل ، لا بالتمني والغرور . إنه ليس بما تتمنّون أيها المسلمون ، ولا بما يتمناه اليهود والنصارى . فالأديان لم تشرع للتفاخر والتباهي ، ولا تحصل فائدتها بمجرد الانتساب إليها دون العمل . إنما النجاة من العذاب بالإيمان والعمل الصالح .

فمن عمل عملاً سيئا يُجزَ به ، ولن يجد له وليّا غير الله يدفع عنه الجزاء ، ولا نصيرا ينقذه مما يحل به .